الشيخ محمد متولي الشعراوي
يحتل الشيخ محمد متولي الشعراوي مكانة رفيعة في قلوب المسلمين ، ويدين له مشاهير العلماء بالمستوى العال من الفطنة والحكمة وغزارة العلم. تعرض السيخ الشعرواي الى الانتقادات وتهدف ألى تشويه سمعته. مرت على وفاة الشيخ الشعرواي ربع قرن، ولا يوجد جديد يستدعي كل هذه الكراهية والتطاول والسباب ، خاصة أن الانتقادات مكررة ومن أشخاص محددين معروفة توجهاتهم الدينية. مكانة الشيخ الشعراوي لا تهتز بأقوال صبيانية من إعلامي أو فنان أو راقصة، فما تركه الشيخ الجليل من علم ودروس تلفزيونية تخاطب العقول والقلوب حفرت له مكانا في النفوس، وما زالت تسجيلاته هي الأعلى مشاهدة في الأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها، ويدين له بالفضل مشاهير العلماء، وكل من تعلموا على يديه تفسير القرآن بأسلوب عصري مشوق، ومستوى عال من الوعي والحكمة.
يقول المثل ” ألعلم بحر”، والشيخ الشعرواي واسع العلم ويغرف من بحر، وتكملة المثل: “والتياسة محيط”، والمتطاولون عليه ما زالوا يسبحون في محيط التياسة. فأحدهم يقول :” لو أن الغناء حرام، ما كان النبي صلى الله عليه وسلم سمى ابنته (أم كلثوم). وآخر يهاجم صحيح البخاري، ويقول :” ما في حاجة اسمها ” جمعة محمد اسماعيل البخاري”. كلامك صحيح يا سيدي فأنت لم تفرق ما بين كلمة “جُمعة”, وهو اسم علم واسم لأحد أيام الأسبوع ، وبين كلمة “جَمعه” من الفعل الثلاثي ج م ع. ينتقدون الشيخ الشعراوي بأنه صلى ركعتي شكر لله تعالى لهزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران. كادت السماء أن تظلم من كثرة النجوم على أكتاف الضباط العرب. جنرال بعين واحدة هزمنا، لوقرأنا حوارات وكتابات واستعدادات وعهر الزمر الحاكمة، لبقينا ساجدين لرب العالمين مدى عمرنا.
الشيخ الشعرواي لم يكن مفتي للحاكم، ولم ينافق على حساب دينه، ألى أي ملك أو رئيس، كما فعل أحدهم بمدح الملك فاروق عندما استقبل طه حسين في قصره بعد حصوله على شهادة الدكتوراة من السوربون. فقال في خطبة الجمعة (….لم يعبس ولم يتولى أن جاءه الأعمى)، فأي شرك بعد هذا.
لو أن الشيخ الشعراوي من الديانة المسيحية لجعلوه قديسا. ولو أنه يهوديا لأصبح أعظم حبرا لهم، ولو أنه بوذي لتبركوا بالغسول بماء غسل قدميه.
أنا شخصيا أعتبره من أفضل المفسرين للقرآن الكريم. واليكم الحكاية التالية:
قبل عدة سنوات سألني أحد الزملاء عن موت سيدنا سليمان عليه السلام. في تأويل قوله تعالى:
“فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ” (سبأ-14).فقال لي: هل يعقل بأن لا توجد لسيدنا سليمان عائلة تسأل عنه؟ لماذا لم يعود إلى المنزل أو القصر؟ أين هي حاشيته؟سؤال منطقي جدا، لم يفقده ولم يتفقده أحد؟ومن دواعي الفضول سألت أحد الزملاء في كلية الشريعة، فلم أجد عند جوابا شافيا أو مقنعا.قبل عدة أيام، وبالصدفة، استمع إلى حديث له عن هذا الموضوع، ويقول شيخنا الشعرواي في هذه الصدد:” كان سيدنا سليمان ،عليه السلام، عندما ينوي الصلاة والتعبد يتكأ على عصاه، ويتوجه إلى الله تعالى، ولا أحد من الأنس أو الجن يقترب منه حتى ينتهي من صلاته مهما طالت ويخرج اليهم”. |