الف ليلة وليلة
تنتهي حكايات شهرزاد في الف ليلة وليلة مع انتهاء الليلة الأولى بعد الألف. تري ماذا حدث بعد ذلك؟ كيف انتهت الليلة الثانية بعد الألف؟! أطلق الكثير من الشعراء والكتاب العنان لخيالهم حول ماحدث في هذه. ونرى بأن ما حدث في الليلة الثانية هي الحكاية التالية:
حضر شهريار إلى المجلس، التفت يمنة ويسرة فلم يجد شهرزاد، لقد اختفت من المجلس ومن المشهد الليلي، وبعد قضائها الف ليلة وليلة وهي تروي حكاياتها. بدأ منزعجا ومقطب الجنين، حائرا، بائسا، مشتت التفكير، فقد أدمن على سماع حكايات شهرزاد. وفي لحظة البؤس تلك اقتربت منه وصيفة شهرزاد الأولى “غمزة”، والتي كانت مرافقتها طوال سرها للحكايات. انحنت بكل أدب وخشوع واستأذنت منه أن تحكي له حكاية لتزيل الهم وتزيح الغم عن شهريار. فأشار اليه بالايجاب.
وبدأت غمزة بسرد حكايتها في الليلة الأولى بعد ألف ليلة وليلة:
يحكى يا مولاي بأنه ليس بسالف العصر ولآوان، وليس في غابر الزمان، كانت هناك مملكة تدعى جوردان وشكرت وحمدت أنعم ربها، وكانت في امان. وكانت في احدى كليات جامعاتها نخبة عظيمة من قاماتها، فأعطت واخلصت في عطائها، وافنت في خدمة العلم شبابها، فكانوا أسودا في مواقعهم، وغزارة في علمهم، واخلاصا في عملهم. وهذه الأسود كبرت، ومن عتي السنون هرمت، وأسنانها سقطت، وخطاها قصرت، وإلى عرائنها انكفت، وبمراقبة المشهد اكتفت. وتتابع مسلسل “صراع الفراخ”، وتنهدت غمزة بحرقة، وسالت على خدها دمعه. فأدرك غمزة الصباح وسكتت عن الكلام المباح.
وقف شهريار غاضبا، وعلى صولجانه قابضا، وأقسم:” بالنار والنور، والظل والحرور، وتربة جده سابور”، بأن يمنع عرض مسلسل “صراع الفراخ”.
سليمان العليمات
عمان 11/5/2023