اللايكات هي جمع ومفردها “لايك”، وهي مأخوذة من الكلمة الانجليزية
( Like)،وتستخدم بكثرة في مجالات التواصل الجماعي المختلفة لإظهار الاعجاب بشي ما. وغزت كلمة أخرى إلى لغتنا الجميلة وهي كلمة “أُسيّف”، وهي مأخوذة من الجذر “سيّف”، وهي مشتقة من الكلمة الانجليزية ) Save) . وجميعنا نتعكز عليها يوميا.
قبل أسبوع كنت في جاهة لخطبة ابن أحد أصدقائي. وفي خضم المجتمعين، اقترب مني أحد الشباب وسلم عليّ بحرارة، وأخبرني بأنه أحد طلابي، وقد تخرج من كلية الصيدلة.
سألته عن احواله، وأخبرني بأن يعمل “مندوب طبي” لاحدى الشركات الدوائية. ودار الحوار حول الدراسة وما بعد التخرج والانخراط في سوق العمل. وأخبرني بأن أطرف ما حصل معه، كالتالي:
ذهبت في أحد الأيام لزيارة أحد الأطباء تعريفه بدواء جدبد نزل على السوق، علما بأني قضيت الليلة السابقة وأنا أحضر نفسي لشرح المطلوب.
وصلت إلى عيادته، ودخلت عليه، وبعد السلام، قال لي: ضع العينات الكبية هنا، وشوف السكرتيرة.
وضعت العينات على مكتبه، وخرجت من عنده وجلست قبال السكرتيرة، وقالت: الدكتور ناشط جدا في مجالات التواصل الاجتماعي المختلفة.
قلت: ممتاز، وبالتوفيق.
قالت : حتى يكتب لك الدكتور الدواء، عليك أن “تشيّر” له لايكات، وبما لا يقل عن عشرين “لايك”، وكلما زاد عدد اللايكات زادت فرصتك بزيادة الوصفات المكتوبة لدواء شركتك!!!
هذه حقيقة وليس من نسج الخيال. هذا الشاب قضى ست سنين عجاف في كلية الصيدلة، وينتهي به الأمر إلى تشيير “لايكات”!!!
لنتخيل السيناريوهات التالية:
ماذا لو طلب المعلم من تلاميذه لايكات مقابل علامات؟!
ماذا لو طلب استاذ الجامعة من طلابه لايكات مقابل علامات؟!
ماذا لو طلب موظف من المراجعين لايكات مقابل الخدمات؟!
ماذا لو جاء شابا يخطب فتاة، وسأله والدها:” كم عدد اللايكات عندك؟ وأجابه الشاب: “تقريبا بحدود الألف”. ويجيب والدها: “أتى واحد قبلك وعنده عشرة الآف لايك وما اعطيته بنتي”!!
