طوفان الأقصى
تقول أسطورة الغزالة والكلب السلوقي الشعبية، بأن الصيادين كانوا يعتمدوا في صيدهم على الكلب السلوقي نظرا لسرعته المفرطة ، و جلب فريسته بأسرع ما يمكن. وتروي تعاليل الأسطورة بأن هذا الكلب السلوقي انطلق يطارد غزالة، وفي جريهما السريع هذا التفتت الغزالة وقالت له وهي تجري أمامه: “عد وارجع ولا تتعب نفسك فإنك لن تلحق بي”، وقال لها: “ومن أدراك بذلك”؟ قالت: “إنك لن تلحق بي لأنك تركض لسيدك وأنا أركض لنفسي وللنجاة بحياتي”.
تفسر هذه الأسطورة سبباً من أسباب فوز منتخب الأرجنتين لكرة القدم في كأس العالم لعام 2022 للميلاد، والتي نظمتها قطر. نعم فاز منتخب الأرجنتين بلقب البطل، لأن الفريق متجانس ومتماسك وجميعهم من الأرجنتين، كانوا يلعبون من أجل الفوز في المباراة، من أجل الوطن الأرجنتين من أجل شعب الأرجنتين، مثلهم كمثل الغزالة. وربما أخبروا الفريق الفرنسي” لن تلحقوا بنا”، عودوا إلى دياركم.
ولكن ألى أي ديار سيعود فريق فرنسا؟! فريق غير متجانس، وغير متماسك، وخليط من جنسيات مختلفة. إلى أي وطن سيعودوا؟ ومن أجل من يريدون الفوز؟ من أجل أرامل فرنسا؟ أو من أجل سيدهم الذي حضر المباراة بنفسه، بينما رئيس الأرجنتيتن قال: “سأكتفي بمشاهدة المباراة على التلفاز، مثل بقية شعبي”.
لقد فازت الغزالة على الكلب السلوقي.
وهذا يقودنا إلى “طوفان الأقصى”. أهل غزة مثل الفريق الأرجنتيتي بالتمام، متامسك وموحد ومتجانس، ومثله كمثل الغزالة ” تقاوم من اجل الشرف والحرية وكلمة الله”، بينما جيش الأعداء مثل الفريق الفرنسي “غير متناسق وغير متماسك وخليط من كل بقاع الأرض”. لمن الغلبة والنصر؟!