مسجد بي-بي خانوم
فى إحدى حملات تيمور كان القدر يخبئ له وسط غنائمه، هدية لم تخطر له على بال، ثلاث نساء غنمهم تميور، واحدة منهن سلبت عقله وأحتلت قلبه وخلبت لبّه، ويقال بأنها كانت جميلة جدا وبأنها فائقة الجمال، وصفت بالجمال الأخاذ ورغم أنها كانت من غنائم الحرب لم يقلل ذلك من مكانتها. إنها الحسناء الجميلة الشرسة ” سراي المُلك خانوم” (1341-1408 )

ولدت سراي ُالمُلك خانوم، أميرة موغليستان، في عام 1341. وهي ابنة قازان خان بن ياسور وهو آخر خان من خانات جغتاي. لذلك كانت سليلًا مباشرًا للخان الأعظم جنكيز خان , وكونها ابنة خان ، حملت سراي لقب خانوم (ابنة خان أو أميرة) بالولادة. قبل زواجها من تيمور ، كانت سراي متزوجة سابقًا من الأمير حسين آغا حاكم بلخ. عندما هزم تيمور الأمير حسين عام 1370 وأعدم بعد ذلك بعد حصار بلخ ، استولى على حريمه وأتخذهن تيمور زوجات له، ومن بينهن سراي ُملك خانوم. كانت سراي أصغر من تيمور بخمس سنوات .
تمتعت سراي بمكانة زوجة تيمور الكبرى ، من خلال زواجه من سراي ، اكتسب تيمور الحق في لقب جُرجان أو كُركان (Gurgan )، والتتي تعني «صهر الخان العظيم». كان لقب جُرجان مهمًا جدًا لتيمور لأنه كان يدل على علاقاته مع عائلة جغتاي . هذا اللقب كان يستخدمه تيمور في سك عملاته المعدنية وفي صلاة الجمعة وفي الاحتفالات الرسمية لبقية حياته.

في عام 1397 ، تزوج تيمور من “توكال خانوم” ، ابنة خان المغول خان خزر خوجة ، التي تخطت العديد من الزوجات الأخريات بسبب سلالتها الرفيعة واحتلت المركز الثاني في الحريم ، وهي أدنى مرتبة من سراي مُلك . لذلك ، كانت سراي مُلك المفضلة لدى تيمور وزوجته المحبوبة، وكانت تقوم مقام الوصي أثناء غياب تيمور عن سمرقند نتيجة لحملاته المتكررة، وكانت تتمتع بسلطة كبيرة وأصبحت من أقوى النساء فى بلاط حكمه. لعبت دورا مهما فى حياة أسرة تيمور، وتبعاَ لتقاليد جنكيز خان كان الرجال يستمعون لنصائح زوجاتهم، وحملت أيضًا ألقاب متعددة، مثل: “الإمبراطورة العظيمة” و “سراي المُلك”و “بيبى خانوم” ، وعرفت أيضاَ باسم ” المهد الأعلى”. ألقاب وكنيات متعددة لسيدة من أقوى سيدات البلاط الملكى فى الحقبة التيمورية بوسط آسيا.
وكانت من الأمور الطبيعية أن تعين السيدات المغوليات ذوات المكانة العالية فى الحكومة أو المهام الحربية وذلك فى حالة غياب أو موت أزواجهن لحين تعين رجل خليفة لهم. وليس هناك ما عرف عن ذريتها، ولكن نظرا لمكانتها فقد كانت المسئولة عن رعاية أبناء “تيمورلنك”، وقد منحت رعايتها بالأخص لأبنه الأصغر “شاه روخ” وعدد من أحفاده. ولكونها كانت الزوجة الرئيسة ، كانت مسئولة عن انتقالات زوجها تيمور، والغنائم والأمتعة.
كانت بيبي خانوم مهتمة برعاية التعليم، وأمرت ببناء مدرسة في عام 1397، كانت مدرسة بيبي خانوم من أهم المباني في أواخر القرن الرابع عشر في سمرقند عاصمة الإمبراطورية التيمورية.
عاد تيمور منتصرا من إحدى غزواته في الهند في عام (1399)، وحاملا في الوقت نفسه غنائم تلك الحملة وأسراها الذين قدر لبعضهم أن يشاركوا في بناء وتزيين هذا الصرح المعماري. كان تيمور يعشق سمرقند، رغم أنه دمر الكثبر من المدن، لتبقى مدينة واحدة في هذه الدنيا، مدينة سمرقند جوهرة مدن العالم وأن يبني فيها مسجدا يكون جوهرة سمرقند.
بداية أمر بتوسيع ساحة السوق، والذي يعتبر مركز المدينة، وبناء المسجد الرئيسي للمدينة بأكملها، مقابل مدرسة تيمورلنك وجعل المسجد أكثر مهيبة من المدرسة.
