نابليون وجوزيفين
لقب “الإمبراطورة ” كان هذا الحلم الكبير الذى سعت الفتاة المسماة ” مارى جوزيف روز” ، لتحقيقه، وقد حدث بالفعل خلال الفترة من 1804 إلى 1810 ، حيث صارت إمبراطورة فرنسا وزوجة نابليون بونابرت. كانت جوزفين متزوجه من قبل من ألكسندر دو بوهارنيه وأنجبت منه ولداً وفتاه، قبل أن تعدمه الثورة الفررنسية التى قامت فى سنة 1789.
وكان نابليون بونابرت طموحا، ورغم أنه أبرز شخصيات الثورة الفرنسية الداعية إلى المساواة لكنه كان يتطع كثيرا إلى التواصل مع الطبقات العليا أو على الأقل ما تبقى منها بعد سنوات العنف التى عرفها الفرنسيون، فأحب جوزفين وتقرب منها ثم تزوجها زواجا مدنيا فى سنة ,,1796 ,و صدر عقد الزواج بعد 8 سنوات من الزواج المدنى عام 1804، ووقّع عليه الكاردينال جوزيف فيش. وكان البابا قد رفض فى عهد نابليون التوقيع وإتمام الزواج إلا إذا عُقد وفقاً لطقوس الكنيسة الكاثوليكية. إلا أنّ هذا الزواج أُبطل عام 1810 بعدما فشلت محاولة الزوجين فى الإنجاب.
وللعلم لم تكن جوزفين مخلصة لـ نابليون ومما يذكره التاريخ أنه في عام 1798م قام نابليون بحملته ضد مصر وودع جوزفين، وهو فى الحملة تلقى خطابا من أخيه جوزيف يقول له “إن جوزفين وقعت في حب شاب وسيم وتنفق أمواله ببذخ، وكانت صدمةً عظيمة تلقاها نابليون في غربته”.وينص البند الأول من عقد زواج نابليون الأول ومارى جوزيف روز، المعروفة باسم جوزفين على أن “لا شيوع للأموال بين الزوجين، والزوجان لن يكون أحدهما مسؤولاً عن ديون الآخر”.
تم تنفيذ حكم الإعدام بحق الجنرال فرانسوا دي بوهارني الذي كان يشغل منصبا قياديا في أعلى هرم الدولة، وبأعجوبة نجت زوجته روز من المقصلة، رغم مساندتها الصريحة للنظام الملكي المنهار، وتم الاكتفاء بسجنها، بعد فترة وجيزة، استخدمت روز شبكة علاقاتها المتعددة، وتمكنت من مغادرة السجن بعدما تم إتلاف وثيقة إصدار القرار باعتقالها، فعادت إلى ولديها على أمل عيش حياة هادئة باذخة بعيدة كل البعد عن وحل السياسة، لكن القدر أعد لها مصيرا مغايرا، المصير الذي جعلها بطلة واحدة من أشهر قصص الحب المعقدة والملتهبة في العصر الحديث.
في 15 أكتوبر 1795، جمع عشاء فاخر بين روز وباراس، النبيل الفرنسي وأحد كبار قادة مرحلة ما بعد الثورة، وهنا قدم لها باراس شابا فرنسيا في السابعة والعشرين من عمره، يعمل ضابطا مرموقا في الجيش الفرنسي، لغته الفرنسية تغلب عليها لكنة إيطالية، وتشي هيئته وملامحه بالذكاء المتوقد والطموح اللامتناهي. ولد هذا الضابط في جزيرة كورسيكا في 1769 بعد عام من انضمامها لفرنسا، سليل أسرة من النبلاء الإيطاليين. التحق في التاسعة من عمره بمدرسة عسكرية فرنسية، وتخرج منها سنة 1784 ليدخل الكلية الحربية الملكية في باريس، حيث أنهى دراسته في عام واحد بدلاً من عامين نظراً لنبوغه وذكائه الحاد. ليبدأ حياته المهنية وهو في السادسة عشرة من عمره. اسم هذا الشاب هو نابليون، نابليون بونابرت.وتعددت بعد ذلك اللقاءات بين الأرملة والضابط.
لم تكن روز صاحبة جمال خارق، لكن أحدا لم يقل إن جمال الشكل وحده قادر على خطف قلوب الرجال، فكانت جاذبية المرأة الثلاثينية ووجها الهادئ كافيين ليوقعا نابليون في غرامها، ليتزوجا مدنيا في 8 مارس 1796، رغم أن روز كانت تكبر نابليون بستة أعوام، والطريف هنا أن كلاهما كذب في الإعلان عن سنه، عندما نقصت هي أربع سنين من عمرها وأضاف هو عامين إلى سنه الحقيقي!
ولأننا هنا أمام حبيب غيور محب للتملك، قرر نابليون تسمية زوجته بجوزفين عوض روز اسمها السابق، في محاولة لفتح صفحة جديدة في حياة حبيبته، يقطع بها كل صلة لها بحياة قديمة تميزت بتعدد العلاقات مع الرجال من علية القوم بحثا عن الشهرة والنفوذ والثروة. يوما واحدا فقط بعد زواجهما، تمت المناداة على نابليون للحاق بالجبهة الإيطالية كقائد للقوات الفرنسية هناك، لتبدأ المراسلات المحمومة بين الزوجين، ولو أنها في الواقع كانت في أغلبها مراسلات من طرف واحد، عندما أظهر نابليون موهبة أدبية فذة إلى جانب عبقريته العسكرية، عبر رسائل بث فيها أشواقه وإحساسه الصادق بالوحدة بعيدا عمن خفق لها قلبه، وقد نشرت هذه الرسائل فيما بعد للعرض في مزاد علني عام 2007 بمبلغ 409 آلاف يورو، كانت هذه أشهرها: “لم يمض يوم دون أن أحبك، لم أقض ليلة دون أن أفكر فيك، لم أتناول فنجان شاي دون أن ألعن المجد والطموح اللذين يجعلاني بعيدا عن روح حياتي. وسط انشغالاتي، وأنا أقود الجنود، وأجوب المعسكرات، وحدها عزيزتي جوزفين تقبع في قلبي، تحتل روحي، تشغل تفكيري. إذا كنت قد ابتعدت عنك بسرعة جريان نهر الرون، فلكي أعود بسرعة لأراك، إذا كنت أستيقظ ليلا لأعمل، فلكي أستعجل عودتي لرفيقة عمري الرقيقة…”
تنصيب نابليون إمبراطورا عام 1804
وافقت جوزفين على اللحاق بنابليون إلى إيطاليا، ورغم صعوبة الظروف التي تم فيها اللقاء بسبب اشتداد الحرب، إلا أن حضورها كان مثل البلسم على روح بونابرت الباحثة عن أنامل تخفف عن القائد العسكري ضغط المعارك الضارية. ولأن قدر جوزفين أن تكون زوجة قائد لا يكاد ينفض الغبار عن بزته العسكرية، فقد عاد نابليون من إيطاليا ليبدأ التحضير مباشرة لحملته الشهيرة على مصر، والتي جرت أطوارها بين عامي 1798 و1801. حملة حدث فيها ما حدث، انتهى حكم المماليك، وانكسر جيش نابليون على أسوار عكا بعد تدخل الإنجليز، وتهامس الجميع بوجود علاقة مبهمة بين نابليون وفتاة مصرية، ردا على ما قيل إنها علاقة غامضة بين جوزفين وأحد الضباط الفرنسيين الشباب.
ولأن تداخل السياسة والحب كان حاضرا دائما بين تفاصيل هذا الزواج، فقد ساندت جوزفين نابليون بعد عودته من مصر واعتذارها عن كل حماقاتها السابقة، وقررت الوقوف بجانبه في سعيه للاستيلاء على الحكم في فرنسا التي كان شعبها مفتونا بانتصارات بونابرت، فتم الإعداد لذلك في منزل جوزفين، ونجح بالفعل في الوصول إلى مبتغاه عام 1799، كقنصل أول للبلاد.
لكن يبدو أن طموح الزوجين كان أكبر من ذلك بكثير، فبعد سنوات قليلة، وانتصارات عسكرية كبرى في إيطاليا والنمسا وألمانيا وسويسرا وبلجيكا مع موطئ قدم في أمريكا، تم إعلان نابليون إمبراطورا عام 1804، في لقطة شهيرة قام خلالها بتسلم التاج من البابا وارتدائه كدلالة على تنصيبه نفسه بنفسه، ثم سلم تاج الإمبراطورة لجوزفين، تميمة حظه، العاشقة المحبة التي وقفت بجانبه حتى اعتلى أقصى درجات المجد لتبدأ بذلك مرحلة فاصلة امتزج فيها مصير هذا الزواج بمستقبل أوروبا!
شيئا فشيئا، بدأت الهمهمات تتوالى عن مستقبل الإمبراطورية، فبعد سنوات زواج طويلة، لم تتمكن جوزفين من إنجاب طفل من نابليون، يكون وريثا للعرش بعده، ولأننا في عصر مختلف تمام الاختلاف عن العصر الحالي، فقد تم تحميل المرأة السبب، وفي غمرة نشوة نابليون وسكرته ببريق السلطة، قرر الانفصال عن زوجته والارتباط بأخرى! كان وقع قرار الطلاق شديدا على جوزفين، التي سقطت فاقدة الوعي غير مصدقة، قبل أن تستجمع قواها وتسترد كبرياءها مغادرة القصر وملتحقة بإقامة خصصها لها نابليون الذي حاول معاملتها بنوع من التعاطف، رغم أن ما كسر لا يمكنه أن يعود أبدا كما كان. انتهت أسطورة نابليون فعليا بهزيمة واترلو الشهيرة ضد القوات البريطانية، ونفي إلى جزيرة سانت هيلانة التي ودع فيها الدنيا عام 1821.
تزوج نابليون من الأرشيدوقة النمساوية ماري لويز، التي أنجبت بالفعل وريثا للعرش عام 1811، سماه نابليون فرانسوا شارل جوزيف. هنا اتفق كل المؤرخين على أن طلاق نابليون من جوزفين كان بداية النهاية لأسطورته، فقد قاده وهم القوة والاطمئنان إلى وراثة عرشه إلى تحريك جيش هائل من 600 ألف رجل إلى روسيا لاحتلالها عام 1812. طبقت روسيا سياسة الأرض المحروقة، واستدرجت الجيش الضخم إلى عمق الأراضي الروسية حتى وصل إلى موسكو التي أحرقها الروس قبل الانسحاب منها، فوقع الجيش الفرنسي ضحية البرد والجوع والأمراض، ودمر تماما، لدرجة أن ال 600 ألف رجل لم تعد منها سوى بضعة عشرات آلاف فقط!
شجعت هذه الهزيمة كل الممالك المتربصة على إعادة جمع شتاتها من جديد وتوجيه سلسلة من الضربات القاصمة لنابليون، لا يتسع المجال هنا للحديث عنها، ضربات عجلت بانهيار إمبراطوريته وحرمانه من ابنه الذي عاد رفقة والدته إلى بلدها النمسا، لتنتهي الأسطورة فعليا بهزيمة واترلو الشهيرة ضد القوات البريطانية، ونفي بونابرت إلى جزيرة سانت هيلانة التي ودع فيها الدنيا عام 1821. أما جوزفين فقد رحلت بهدوء عام 1814 متأثرة بمرض ألم بها، وانكسار قصة حب معقدة ألهبت مشاعر الكثير من الأدباء والباحثين عبر التاريخ، بدأت بعشق حقيقي ما زالت الرسائل شاهدة عليه إلى يومنا هذا.
نتخيل أحيانًا، بسبب عدم معرفتنا أو بسبب التكتم، أن الشخصيات العسكرية، أو الحكام، خارج مدارات عواصف الحب والرغبات الإنسانية، فنعرف عنها كل شيء سوى ذاتها الخاصة وحميمياتها، لكن الحقيقة شيء آخر.. بل هناك قصص حب شديدة الجمال كان أبطالها حكامًا وعساكر.
في حياة القادة العسكريين قصص حب عظيمة، غطت عليها الصفة المهنية الطاغية.. كان نابليون بونابارت شخصية كبيرة، جعل من فرنسا الضعيفة امبراطورية كبيرة وشاسعة الأطراف إلى أن أدت به أطماعه إلى النهايات التراجيدية والهزيمة والمنفى.. لكنه جعل فرنسا ترتقي إلى أعلى الرتب العالمية وأفضلها في نظامها وقوانينها التي ما تزال إلى اليوم مرجعًا حيويًا.. فقد كان حاكمًا صارمًا، لكن أيضًا محاربًا بجانب جيوشه، وليس رجل قصور ومكاتب.. هو من جيل جمع بين تسيير الدولة، والجهد العسكري الميداني.. حياته العاطفية، ومراسلاته مع جوزفين (ماري جوزيف روز تاشير ٢٣ جوان ١٧٦٣) تكشف بقوة عن هشاشة الرجل الداخلية وعاطفته وحساسيته وإنسانيته.. رسائل دافئة من الجبهات التي يبث فيها أشواقه وحنينه.. كانت جوزفين خارجة من تجربة زواج قاسية.. فقد أعدم زوجها الجنرال فرانسوا بوهارني بالمقصلة أيامًا قليلة قبل روبيسبيير، بسبب تهريبه الملك إلى فارين.. بينما أدخلت هي السجن، ولولا جمالها للقيت المصير نفسه.. وترملت من زوج لم تكن تحبه على الرغم من أنها أنجبت منه صبيين ظلت في قمة جمالها وشبابها
ويترك جوزفين وراءه، في باريس، وهي في عز تعطشها له.. فتجد نفسها من جديد في عزلة قاسية كأرملة مهزومة تنتظر فارسًا يخرجها من دوامة الفراغ.. لم تستطيع العيش بلا رجل وهي المتعودة على عشق رجالات المجتمع الأرستقراطي.. فتقيم علاقة دامت طويلا، مع عريف في الجيش: هيبوليت شارل.. زادت حملة نابليون على مصر من تعمق هذه العلاقة، في نفس الفترة التي كان فيها نابليون يكتب لها رسائل ملتهبة عشقًا وترد عليه بنفس القوة.. عندما عرف بالقصة، فكر في الطلاق منها لكنه لم يتمكن من مقاومة عشقه لها.. بعدما أصبح إمبراطورًا في 2 ديسمبر 1804 بمباركة البابا پي السابع Pie 7، أصبحت جوزفين تلقائيًا، امبراطورة فرنسا الأولى.. لكنه عندما فكر في الوريث اصطدم بعجز زوجته عن الإنجاب.. يقرر الزواج بغيرها، ويطلق المرأة التي ساعدته في كل فتوحاته ووقفت بجانبه في الأيام الصعبة، في ١٥ ديسمبر ١٨٠٩، في قصر ليتويلوري.. تنعزل في بيتها مع ابنيها من الجنرال بوهارني، وأحفادها الذين كانت مرتبطة بهم بقوة.. كانت جوزفين مبذرة جدًا ماليًا، فكانت تنظم السهرات لكبار الشخصيات الأرستوقراطية، في قصرها مالميزون، من أمثال قيصر روسيا ألكسندر الأول، اثناء زيارته لفرنسا.. ظلت حسرة عدم الإنجاب من نابليون انكسارًا داخليًا صاحبها حتى الموت بسبب مرض رئوي في 29 مايو 1814. بينما ظلت بالنسبة لنابليون أهم امرأة ملأت حياته نورًا وحبًا حتى وفاته في 5 مايو 1821 في سانت هيلين بعد أن كان قد أتم ست سنوات منفى قبل ذلك، على الرغم من كل المآسي التي كان هو وراءها بالنسبة لجوزيفين.
وتبين فيما بعد أن سعي عضو الحكومة الفرنسية “باراس” لزواج “بونابرت” من “جوزفين” كان بسبب أنها كانت عشيقته، فقرر أن يتخلص منها ويزوجها لنابليون خوفا من مطاردتها له، وخشية على مستقبله السياسي، وبالفعل حدث ما أراد.
وبعد سفر نابليون إلى إيطاليا، أصبح الفارس “شارل هيبوليت” الصديق المقرب لـ”جوزفين”، ثم تدريجيا أصبح عشيقها، ولكن بعد فترة قصيرة، أرسل إليها “نابليون” رسالة مع مساعده الخاص، يحثها فيها على أن تستقل عربة في أقصر مدة ممكنها، وتسلك طريق إيطاليا بأقصى سرعة، وأن صبره أوشك أن ينفد.
ولم ترد “جوزفين” مغادرة باريس، وترك عشيقها “شارل”، ففكرت في خداع زوجها، إذ استدعت رسول زوجها “مورا” وطلبت منه أن يقول لـ”نابليون” إنها ملتزمة بعدم إرهاق صحتها نظرا لأنها تنتظر مولودا جديدا، وهي الفكرة التي أثرت في “نابليون” وبكى من شدة الفرح.
وكادت أزمة أن تنفجر في فرنسا، بحسب ما يوضح الكتاب، فالجنرال “بونابرت” كان يتحرق شوقا لرؤية زوجته، ويفكر في الاستقالة ليرتمي في أحضانها، وينتهي فراقهما خاصة أن حكاية الحمل المزعوم قد شاعت، واتفقت الحكومة على تكليف “باراس” بمهمة إعادة الاتزان للزوجة المشاكسة، التي تهوى الرجال.
وعندما زار “باراس” عشيقته القديمة “جوزفين”، أوضح لها أنه لا يمكن إفساد حملة عسكرية فريدة من أجل نزوة امرأة، ورغم حدة الحديث، إلا أن “جوزفين” أدركت أنه يعبر عن الحقيقة، فالمال لا ينضب بوصفها زوجة “نابليون”، أما في حال الطلاق فإنها ستدخل السجن فورا.
ووافقت “جوزفين” على السفر إلى إيطاليا، ولكن بشرط أن يصطحبها عشيقها “شارل” إلى هناك، ورغم غرابة الطلب إلا أن حكومة المدراء وافقت، وبالفعل ذهب العشيق إلى إيطاليا، لكن يبدو أنه ارتبط بعشق امرأة أخرى هي “بوليس بونابرت” شقيقة “نابليون” المتزوجة بالمارشيل “لوكليرك”.
لم تدم علاقة “شارل” و”بوليس” طويلا، حيث هجرها فانتقمت لنفسها بإخبار شقيقها الذي أمر بعودته إلى باريس، فلحقت به “جوزفين”، لتنفرد به عدة أيام في فندق ريفي، ويبدو أنها كانت حريصة على زيارته في ضاحية سانت أونرية، التي عاش فيها.
وهنا اكتشف “جوزيف بونابرت” شقيق نابليون، خيانتها وأخبر زوجها، حتى إنه عندما أبحر إلى مصر، وعرف بأمر خيانتها، قرر العودة ليطرد الخائنة، لكنها استطاعت أن تستدر عطفه من جديد، وتم تتويجها كامبراطورة، وكان ذلك سبب القطيعة مع ذلك الشاب الوسيم “شارل هيبوليت”.
بالرغم من نجاة جوزفين بعد واقعة الخيانة، وتحولها إلى الإمبراطورة، إلا أنها لم تستطع إنجاب الأطفال؛ مما يعني أن أطفالها من رجل آخر سيكونون ورثة “نابليون” في حكم فرنسا، وبالنسبة لـ”بونابرت”، كان هذا غير مقبول.
وفعل الزوجين كل شيء لإنقاذ زواجهما، حيث ذهبا إلى الأطباء والحكماء وحتى السحرة، لكن لم تنجح مساعيهما.
وفي عام 1809ميلاديًا طلق نابليون بتطليق جوزفين، بعدما عانى من الفضائح والتوبيخ وقدم جميع أنواع التنازلات.
وتوفيت “جوزفين” في الثاني من شهر ديسمبر، لعام 1814ميلاديا، عن عمر يناهز 51 عامًا.