عبّاس محمود العقّاد
بداية، السبب الرئيسي لكتابة هذا المقال هو مشاهدتي لفيديو لأحد الكتاب يذكر فيه بأنه كان في مجلس العقاد، وسأل العقاد سؤالاً محرجا: “ما هو شعورك وأنت لا تحمل شهادة جامعية”؟ امتعض العقاد ولم يجب، واشاح بوجهه عن هذا السائل طيلة وقت الجلسة.
من هو عبّاس محمود العقّاد؟
هو أديب، وشاعر، وناقد أدبيّ، كما أنّهُ فيلسوف، وسياسيّ، وصحفيّ، ومُؤرِّخ، عُنِي بالأدب فذاع صيته فيه، وأصبح من الأعلام البارزة في الأدب العربيّ الحديث، ولد في أسيوط في حُزيران من عام 1889م، وفي عام 1903م حصل على شهادة فيها عندما كان في سِنِّ الرّابعة عشر، وتُوفّي العقّاد في شهر آذار عام 1964م، عن عُمُر يُناهز الخامسة والسّبعين، ومن الجدير بالذكر أنّ العقّاد بقي عازباً في حياته ولم يتزوّج.
صالون العقّاد
أنشأ العقّاد صالوناً أدبيّاً في بيته في أوائل الخمسينيّات، وكان المجلسُ يُدار كلّ يوم جُمعة بحضور مجموعة من المُفكِّرين، والفنانين المِصريّين من أصحاب الأدب البارز، وطُرح في مجلسه العديد من المواضيع منها: الأدب، والعلوم، والتّاريخ وغيرها.
مؤلفات العقاد
يوجد للعقاد الكثير من المؤلفات، أهمها:
-
العبقريّات هي سلسلة من الكُتب التي تُعنى بشخصيّات عظيمة، أولّها: عبقريّة مُحمّد-صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ الخلفاء الرّاشدون، وهي: عبقريّة الصِّديق، وعبقريّة عُمُر، وعبقريّة عثمان بن عفّان، وعبقريّة عليّ بن أبي طالب.
-
المرأة في القرآن تطرّق العقّاد في هذا الكتاب إلى الحديث عن المكانة التي تحتلُّها المرأة، وذلك في ظلّ ذِكر الآيات القُرآنيّة المُتعلّقة بها.
-
التفكير فريضة إسلاميّة يتحدّث العقّاد في هذا الكتاب حول الآيات التي تدعو الإنسان للتّفكُّر، وهي الآيات التي عظّمت من نِعمة العقل، باعتبارها وسيلة التّفكير عند الإنسان، ويُشير إلى أنّ العقل هو السّبيل الأفضل للرّجوع إليه في الأمور، كما يُجيب في كتابه عن الأسئلة المُتعلّقة باتّفاق الدّين والفِكر، كذلك سؤال: “هل يستطيع الإنسان العصري أن يقيم عقيدته الإسلامية على أساس من التفكير؟”، ثمّ يُجيب العقّاد عنه بنعم، مستشهداً بالآيات. ويذكر النّتيجة الحتميّة التي وصل إليها وهي عنوان كتابه أنّ التّفكير فريضة إسلاميّة.
الشهادة الجامعية
مما نرى غزارة وتنوع المواضيع التي كتب فيها العقاد، وهناك الكثير من أخذوا درجة الدكتوراة أو الماجستير وكانت اطروحاتهم عن العقاد وأعماله الأدبية. والعقاد هو لقبه، كون سلك مسلكل وعرا ومعقدا في كتاباته.
عزيزي الذي أحرجت العقّاد بسؤالك
أريد أن أسالك سؤال بسيط، من أي جامعات تخرج الفلاسفة الأغريق (سقراط وافلاطون وارسطو)؟
ومن أي جامعة تخرج ابن رشد، وابن خلدون، وابن بطوطة؟ ومن أية كلية طب تخرج أبوقراط وابن سينا ؟ ومن أية كلية رياضيات تخرج الخوارزمي؟ ومن أية كلية اداب تخرج المتنبي؟
هذه عينة صغيرة جدا ممن خدموا البشرية وصنعوا حضارات يا سيدي، وما زال الطلاب يقدمو اطروحاتهم عن أعمال هؤلاء العباقرة. وأما مثل خريجي الجامعات في وقتنا الحاضر ،يا سيدي، كما قال نعالى “كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا” (الجمعة-5 )
وأخيرا من أقواله الشهيرة “أعطني بيتا سعيدا وخذ وطنا سعيدا”.