الأسبيرين

الأسبيرين

يحذر الخبراء من أن نظام تناول الأسبرين يوميا قد يكون ضرره أكثر من فائدته

يتناول ملايين الأشخاص في مختلف بقاع العالم مريكيين الأسبرين لمنع حدوث أول نوبة قلبية أو سكتة دماغية. الآن، ينصح الأطباء بعدم القيام بذلك، وخاصة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا.

راجعت لجنة من الخبراء الأميركيين البيانات الخاصة بنظام الأسبرين اليومي للوقاية من النوبات القلبية أن الفائدة المرجوة صغيرة جدًا وأن هذه الممارسة يمكن أن تحمل مخاطر حقيقية.

تبلغ إحدى السيدات من العمر 64 عامًا عندما قابلت طبيبها الجديد للرعاية الأولية لإجراء فحص روتيني. وتذكرت أنه أوصى بتناول جرعة منخفضة من الأسبرين يوميًا لصحة القلب، كان لديها ضغط دم مرتفع قليلاً ؛ بخلاف ذلك، لم تكن لديها مشاكل صحية كبيرة. ومع ذلك، لا يبدو أن الأسبرين اليومي يمثل مشكلة كبيرة، ولم يذكر الطبيب أي سلبيات، لذلك أخذت بنصيحته. أنا في سن معينة، و لم يكن من المخيف تناول الأسبرين.

يفعل الملايين من كبار السن الشيء نفسه، وليس دائمًا بسبب توصية الطبيب، والعديد من الأشخاص يتناولون الأسبرين بمفردهم ودون استشارة الطبيب، وغالبيتهم  يسمعون عن أشخاص آخرين في سنهم يتناولون الأسبرين الوقائي، أو أشحاص أصيبوا بسكتة دماغية نتيجة لعدم تناولهم أسبرين الأطفال حبة في اليوم.

كان فريق العمل المعني بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة، وهي لجنة خبراء مستقلة ومؤثرة، على مدى ثلاثة عقود تراجع الأدلة المتزايدة على استخدام الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية الأولى. وأصدرت في نيسان/2022 توصياتها بشأن استخدام الأسبرين، وهي الأولى منذ ست سنوات. حذرت اللجنة البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا من بدء نظام الأسبرين للوقاية الأولية، من الممكن أن أضرارًا جسيمة محتملة ولا سيما زيادة خطر النزيف الداخلي، وهذه الأضرار أعلى مما كانت تظن الللجنة في عام 2016.

تشير الوقاية الأولية إلى المرضى الذين لم يصابوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية ولا يعانون من أمراض القلب. (لا يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أمراض القلب). يواجه الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين للوقاية الثانوية – لأنهم أصيبوا بالفعل بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو تدخل مثل جراحة المجازة  (bypass surgery) – خطرًا أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية اللاحقة، وقد يظل الأسبرين جزءًا من علاجهم.

وخلصت اللجنة فرقة العمل إلى أنه بالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 59 عامًا، فإن الفائدة المرجوة  لتناول الأسبرين يوميًا ستكون قليلة. قد يختارون بدء تناول الأسبرين يوميا إذا واجهوا خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن حوالي ثلث العينة الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا يتناولون الأسبرين بالفعل. من بين أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، أكثر من 45 بالمائة يتناولون الأسبرين للوقاية الأولية، مما يمثل على الأرجح إفراطًا كبيرًا في الاستخدام. كثير من الناس لا يفكرون في الأسبرين على أنه دواء، فهم يعتبرونه أشبه بفيتامين لمجرد أنه لا يستلزم وصفة طبية، لا يعني أنه ليس دواءً له فوائد ومخاطر. وتوصي اللجنة  بعدم استخدام الأسبرين الروتيني للوقاية الأولية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا.

نُشرت في عام 2018، ثلاث تجارب سريرية كبيرة وصارمة بعد أكثر من 47000 مريض أكبر سنًا، وسلطت الضوء على المخاطراستخدام الأسبيرين. وكانت النتيجة بأن لا يوجد أي انخفاض كبير في النوبات القلبية أو السكتة الدماغية، ولكن كان هناك خطر متزايد للنزيف. وجدت التجربة السريرية الثالثة، التي اقتصرت على مرضى السكري، وهي مجموعة أكثر عرضة للخطر، انخفاضًا طفيفًا في أحداث القلب والأوعية الدموية – ولكن مع زيادة خطر النزيف «الضرر يلغى المنفعة». هذا ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الذين لديهم تاريخ من النزيف، على سبيل المثال من القرحة أو تمدد الأوعية الدموية، أو أولئك الذين يتناولون أدوية مثل مميعات الدم أو المنشطات أو مضادات الالتهاب مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين. أنه يجب على الناس التفكير في التوقف في سن 75 تقريبًا لأن أي فائدة ستتضاءل مع تقدم العمر،

يحدث النزيف عادة في الجهاز الهضمي ولكن يمكن أن يشمل أيضًا نزيف الدماغ والسكتات الدماغية النزفية. على الرغم من أن المخاطر منخفضة – فقد حدث نزيف كبير في 1٪ أو أقل من كبار السن الذين يتناولون الأسبرين،  إلا أن النسبة تزداد مع تقدم العمر، ومن الممكن أن يتطلب عمليات نقل الدم والمكوث في المستشفى.

أوصت اللجنة في عام 2016 احتمال أن يلعب الأسبرين دورًا في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، ولكن لا توجد أدلة كافية تدعم هذه الفرضية.

Leave a Comment