القرميدة

كنت اليوم جالسا في مكتبي انتظر موعد المحاضرة. وأثناء هذا الانتظار دخل إلى مكتبي أحد المراسلين في الكلية.ألقى تحية الصباح، وجلس قبالتي، وبدأ بالحديث:

– دكتور أنا قاصد الله ثم قاصدك. 

– تفضل، وكيف أساعدك؟

-أنا بحاجة لقرميدة من هون حتى آخر الشهر.

حقيقة الأمر لم أستوعب الأمر، وهو يتكلم عن القرميد، فأخبرته بأن لا يوجد لدي معرفة عن القرميد حتى أفيدك.

ابتسم، وأجاب:

  • أريد منك قرضة خمسون دينارا، ونحن ندلّع فئة الخمسين دينارا “قرميدة”.

ضحكت كثيرا، وسألته كم راتبك؟ فأجاب:

  • خمس قرميدات وعشرة عصافير.

ضحكت أكثر، وبصوت مرتفع. الدينار أصبح عصفور والنصف دينار نصف فرخ.عندما تتمعن بلقب قرميدة وعصفور، تجد بأنه مرتبط بثقافتنا، فالألقاب الفخمة عادة ما تكون من نصيب الابن الأكبر، والأصغر يحمل ألقاب على قد حاله، تماما كما هي قيمة العملة.

اذكر في ثمانينات القرن الماضي، بأنه تكون لجنة مشتركة ما بين مصر والاردن وبرئاسة رئيس الوزراء من كل جانب. أخبر رئيس الوزراء الأردني، في اجتماعهم في عمان، بأن الشعب الأردني بدلأ بتقليد الشعب المصري باطلاق النكات على الأحوال التي يمرون بها.

أجابه رئيس الوزراء المصري: أكيد بلّش الشعب الأردني يحس بالجوع.

يقول إبن خلدون في مقدمته: “إذا رأيت الناس تُكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فاعلم أن الفقر قد أقبع عليهم، وهم قومٌ بهم غفلة، واستعباد، ومهانة، كمن يساق للموت وهو مخمور.”

 

Leave a Comment