القنب

 

“خُذْ هذه اللُّبابَةَ، واسْتَعْملها تَجِدْ البُسْطَ والمَهابَةَ، وَتَنْفُخُ مَعدَتَك، وَتُزيلُ هَمَّكَ وكُرْبَتَك، فَيَأْخُذُها العَشيرُ بِهِمّة، وَيَضَعُها في فَمِه وَيُسَمِّيهَا زيّه، وَهيَ المَسَرَّةُ وَاَلْتَنْزيهُ، وَبِنْتُ الجِرابَ لِمَنْ شَطَحَ وَطَابَ، وَتُغْني لِلأَحبَابِ وَتَقُولُ لِلأَصحابِ: هِيَ أَحلَى مِن الجَلّابِ، فَمَن نَالَ مِنها بُندُقَة، فَتَحَ فَاهَ بالمِشدَقَة، وطَرِبَ ومال، وبقِيَ مِن البُسْطِ فِي حَالِ، فَرَحِمَ اللَّهُ العَشير، مِن فَرَحِهِ يَطِير، وَيُنشِدُ وَيَقُول: هَاتِ نَبْتُ البُقُولِ، وَغَنِّي وَقَوْل، إِنْ كَانَ لَكَ مَعْقول:

يَا ذَا الْحَشِيشَا اَلَّذِي فِي الأَرْضِ مَغْروسا          تُغْني عَنْ الخَمْرِ والخمّارِ يَا مُوسَى

يَـامَا أَكَلْناهُ مَعْجوناً ومَبْســـوســــا                       حَتَّى رَأَيْنا الجَمَــلَ فِي شِـــبْهِ نَامُوسى”

مُؤَلِّفٌ مِصْريٌّ مَجْهول

 

1-الكانابينويدات الطبيعية

 

 

  مقدمة

من الصعب جداً وضع الكانابينويدات ضمن فئة معينة، سواءٌ من ناحية البنية الكيميائية، أو من ناحية تأثيراتها النفسية؛ إذ تتميز البنية الكيميائية للكانابينويدات بعدم احتوائها على ذرة النيتروجين مقارنة مع غالبية المركبات التي تحدث تأثيرات نفسية وتحتوي على ذرة النيتروجين، وبالنسبة إلى تأثيرها على الجهاز العصبي المركزي فتُصنَّف كمثبط، حيث تبطئ وظائف المخ، وتهدئ الأعصاب وترخي العضلات، وبمرور الوقت يطوّر جسم متعاطيها التحملَ والاعتماد.

يعد القنب من أشهر النباتات التي تمثل الكانابينويدات مادتها الفعالة الرئيسية؛ فيمكن تصنيفه هذا النبات كمنبه له تأثير معاكس للاكتئاب، ويسبب مزاجاً انتشائياً مرتفعاً، ويجعل الشخص يشعر باليقظة والنشاط وتحسين الحالة المزاجية.

ويمكن أيضاً تصنيف القنب أيضاً مادةً مهلوسة لأنها تسبب للمتعاطي تصورات غير حقيقية للأشياء أو الأحداث أو الحواس، علما بأنّ الهلوسة لا تحدث لجميع المستخدمين، فيمكن أن يكون له تأثيرات نفسية وجسدية متباينة من شخص إلى آخر، فهو يجعل بعض الناس مسترخين وفي حالة نعاس، ولكنه يمكن أن يمنح آخرين دفعة من الطاقة ويزيد من اليقظة.

مصطلح الكانابينويدات

يشير مصطلح الكانابينويدات في الأصل إلى مجموعة من المركبات الكيميائية المشتقة من فئة الميروتيربينات والمحتوية على هيكل تربينويدي، والموجودة طبيعياً أو المستخلصة من أنواع القنب المختلفة، التي تنتمي إلى العائلة القنبية، ولها تأثير نفسي مميز. ولكن في وقتنا الحاضر يشمل أية ربيطة قادرة على الارتباط بشكل خاص بمستقبلات الكنابينويدات في الإنسان، وحتى تلك المركبات الداخلية المنشأ وبدون تشابه بنيوي مع نظائرها المشتقة من نبات القنب. ويعتبر القِنَّب الهنديّ المصدر الطبيعي الوحيد للكانابينويدات الطبيعية غير داخلية المنشأ.

لمحة تاريخية:

تعود معرفة البشرية بالقِنَّب إلى 4000 سنة، وبالتحديد في الصين، فكان الإمبراطور والصيدلاني الصيني شين نونغ Shen Nung يستعمله مادةً مهدئةً لمعالجة جميع الأمراض، ولم يكن يُستغلّ لأغراض ترفيهية آنذاك، وامتد استعماله بعدها إلى الدول الآسيوية المجاورة.

يعد القنب، الذي ينمو في المناطق المعتدلة والاستوائية، من أقدم النباتات المعروفة للإنسان، وخَبِرَته مختلِف الحضارات البشرية عبر الآف السنين؛ فهو أحد أكثر العقاقير استهلاكاً على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، جنباً إلى جنب مع التبغ والكحول والكافيين، وساد استعماله في الهند وأصبحت له عندها أهمية كبيرة ومكانة مقدسة، إذ ارتبطت نبتة القنب بشكل خاص بالإله شيفا Shiva، وكان يُطلق عليها عدة أسماء مثل: “طعام الآلهة”، و”المجد”، و”النصر”، وعُرف في الهند باسم بانغ أو غانجا، واستخدم من قبل الهندوس لمعالجة الجذام، وأمراض العين، والحمى، وكذلك لتنشيط العقل، وزيادة الطاقة عند تدخينه بوساطة أنبوب خاص.

من الهند انتقل انتشار واستعمال القنب إلى بلاد فارس، ومنها إلى الآشوريين في بلاد ما بين النهرين في القرن الثامن قبل الميلاد، وكان يُسمى “كانابو”، وهو لفظ مأخوذ من الكلمة الفارسية كاناباس، ومنها اشتُقت الكلمة العربية قنب. والانتشار الأوسع لنبات القنب كان في منطقة الشرق الأوسط، حتى مع ظهور الإسلام، ويرى مستشرقون أن اللجوء إلى القنب بوصفه مادة ترفيهية، وغض الطرف عن ذلك، يعود إلى تحريم الخمر بشكل صريح في الإسلام.

الحشّاشون

 أَطلق الصليبيون مصطلح الحشّاشين في الأصل على اتباع الطائفة الإسماعلية النزارية في سوريا، وفي وقت لاحق، شاع للدلالة على الطائفيين الفارسيين من قبل المسافرين والمؤرخين الأوروبيين؛ فتذكر كتب التاريخ الكاهن الألماني بروكاردو أرسل في عام 1332م رسالة إلى ملك فرنسا يطلب منه أن يكون حذراً جداً عندما يريد استعادة الأماكن المقدسة من مجموعة قتلة سرية في بلاد الشام، وأطلق على المجموعة اسم “الحشاشيين”، ووصف أعضاءها بأنهم «مهرة وخطيرون جداً، ومتعطشون لدم الإنسان، وقتلة أكفياء لا يعرفون الرحمة»؛ كان هناك اعتقاد شائع حينها أن الحشاشين يمكن أن يضربوا أي مكان في العالمين المسيحي والإسلامي.

الكاتب والمستشرق البريطاني برنارد لويس (1916 – 2018) من أهم الذين بحثوا في القضايا السياسيّة والفكريّة التي سادت المشرق العربيّ، ولا سيما في عصوره الوسيطة، ويعد كتابه “الحشاشون: فرقة ثورية في تاريخ الإسلام” من أكثر المؤلّفات التي روجت لمصطلح الحشاشين، والمشتق من الكلمة العربية حشيش، التي تُطلق على عقار القنب أو القنب الهندي، المخدر الذي يشبه نبات العشب في شكله وليس بفعله.

ساد الاعتقاد بأن مؤسس الطائفة حسن الصبّاح (1037- 1124م) كان يسيطر على سلوك من سيصبحون قتلة من بين أتباعه، وذلك من خلال إعطائهم جرعات محددة ومنظمة من مادة مخدرة كالحشيش، وتبع ذلك مجموعة أساطير وخرافات، أشهرها ما روّجه الرحّالة الإيطالي ماركو بولو (1254-1324م)، فقد قال إن قلعة ألموت، معقل هذه الطائفة، ضمت حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل (زعيم الحشّاشين) أتباعه، وهم تحت تأثير مخدر الحشيش، أن تلك الحديقة هي الجنة، وأن الفتيات هن الحور العِين، وذلك لتشجيعهم على تنفيذ أي عمليات يطلبها منهم.

هذا الكلام بعيد عن الحقيقة؛ فببساطة قلعة ألموت التي يتحدث عنها ماركو بولو دُمِّرت على يد هولاكو سنة 1256، بينما وُلد ماركو بولو بعد سنتين من هذا التاريخ، كما أن الطبيعة المناخية للقلعة التي تغطيها الثلوج طيلة 7 أشهر في السنة يجعلها غير صالحة لزراعة الحدائق الموصوفة في كلام هذا الرحالة.

ومما لا شك فيه أن مصطلح “حشاشين” قد حقق، بهالة الغموض والإثارة التي أحاطت به، شهرة وانتشاراً مستقلين عن الواقع على أيدي المستشرقين لا المؤرخين المسلمين، فلا نجد في الأدبيات الإسلامية أي ذكر أو ربط لمصطلح الحشيش أو الحشاشين بالإسماعيلية، لكن اعتبر علماء الدين المسلمون أن هذه الحركة عبارة عن هرطقة كبرى ومجرد إلحاد، تم تصميمها بعناية لتقويض الإسلام من الداخل، وتصوِّرُهم فرقة ذات مؤسسين مشكوك فيهم، وطقوس من التلقين السرية المتدرجة التي تقود في النهاية إلى الفسق، وإنكار كامل الأديان، وتم الزعم أكثر بأن أئمة الإسماعيليين، ومنهم الخلفاء الفاطميون بشكل خاص، قد ادعوا كذباً نسباً فاطمياً علوياً يعود إلى فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم من زوجها الإمام علي كرم الله وجهه.

اكتسب مصطلح الحشاشين، كما سبق أن أشرنا في بداية الكتاب، معنىً جديداً في اللغات الأوروبية ((Assasiantion، فقد دخل إليها على أنه تسمية عامة تعني القاتل المأجور، وفي محاولة لتحديد معنى دقيق لمصطلح الحشّاشين بعد ظهوره في اللغات الأوروبيّة وشيوعه، نجده مُستعملاً عند المؤرّخ الإيطالي جيوفاني فيلاّني (المتوفى عام 1348)؛ إذ روى كيف أن حاكم لوركا أرسل حشّاشيه إلى بيزا لقتل أحد أعدائه، في حين يشير دانتي (1265-1321م) في “الكوميديا الإلهيّة” إلى الحشاّش الخائن (Le Perfido Assassino) ويفسّر فرانشسكو دابوتي شارح دانتي في القرن الرابع عشر هذا المعنى قائلاً: «الحشّاش هو الذي يقتل الآخرين مقابل أجر».

 ويرى البعض أنّ مصطلح الحشاشين ليس له علاقة بالقنّب، ولكنه مشتق من” HASSAN” نسبة إلى أتباع حسن الصباح (الحسّانيين) الذين يطيعون أوامره طاعة عمياء، فيما يذهب آخرون إلى أن الكلمة مشتقة من اللقب الذي كان يطلقه هؤلاء على أنفسهم “الأساسيون”، أي هم الأساس في العقيدة وليس غيرهم. ويرى آخرون أن هذا اللقب أُطلق عليهم بسبب اختبائهم وسط الحشائش بعد تنفيذ عمليات الاغتيال؛ وهذا كلام غير منطقي لأنه في الغالب، كانت الشخصيات المستهدفة تتربع على قمة المجتمع السياسي والعسكري والعلمي؛ فقد تمكنوا من اغتيال خلفاء عباسيين وفاطميين، وعدد من القادة العسكريين، والأمراء، والسلاطين، والوزراء، وملك بيت المقدس الصليبي، ولم يتورع الحشاشون عن اغتيال علماء ومفكرين وقضاة، عارضوا دعوتهم، فأين هو هذا الحشيش الذي سيختبئون بينه!

ومن الناحية العلمية تأثير الحشيش على الشخص المتعاطي لا يجعله قادراً على التخفي والتنكر وتَحيُّن فرصة الاغتيال، بل تغلب عليه البلادة واللامبالاة، وضعف التركيز، وبذلك نميل إلى أن تعاطيهم للحشيش مجرد خرافة أقرب إلى خرافات ألف ليلة وليلة، لتبرير خطورتهم، و”اجترائهم” على ما ارتكبوه.

انتشر القنب في شمال أفريقيا، مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، ما بين القرنين التاسع والثاني عشر للميلاد، وساهمت الحكايات العربية وخاصة ألف ليلة وليلة، وبالذات خرافة بساط الريح، بانتشار عادة تدخين القنب في المجتمع الإسلامي، وبدأ انتشاره في مصر في القرن الثالث عشر وكان يسمى “حشيش الفقراء”، ومايزال الاسم رائجاً إلى يومنا هذا، وفي المغرب يُدعى بحشيشة الكيف.

انتقل القنب من المغرب إلى إسبانيا عن طريق الفتوحات الإسلامية، ومنها انتشر في جميع أنحاء أوروبا، ومن ثم وصل إلى العالم الجديد مع استكشافات كولومبوس وَمن تبعه بعد ذلك.

يُذكر أنه في سنة 785 للهجرة (1383م) أصدر الأمير سيف الدين سودون الفخري الشيخوني، نائب السلطنة بالديار المصرية بعهد الملك الظاهر برقوق، مرسوماً بمنع تعاطي الحشيش، وإغلاق وهدم جميع أماكن بيع الخمر والحشيش، وإحراق مزارعه، وخلعها من جذورها، وسَجْن كل من يعصي هذا الأمر، بالإضافة إلى خلع أسنان كل مَن يُقبض عليه بتهمة تعاطي الحشيش، لكن يبدو أنّ عادة إدمان الحشيش ظلت متجذرة في المجتمع المصري رغم قسوة هذه الإجراءات، فقد تفاجأ نابليون بانتشار استعمال الحشيش في المجتمع المصري أثناء حملته على مصر سنة 1800م.

في هذا السياق، نذكر أنه تأسس عام 1844م نادٍ فرنسي لمستخدمي الحشيش وتمت تسميته “نادي أكلة الحشيش”، وهو مخصص لاستكشاف التجارب التي تسببها المخدرات، وفي المقام الأول مع مادة الراتين التي تأتي من نبتة القنب، وضم أعضاء من النخبة الأدبية والفكرية في باريس مثل الروائي إلكساندر دوماس (Alexandre Dumas)، والشاعر والروائي والصحفي والناقد الأدبي والفني تيوفيل غوتييه (Théophile Gautier)، والمترجم لأعمال إدغار آلان بو، تشارلز بودلير (Charles Baudelaire)، وكانت تُعقد جلسات شهرية يتناولون فيها الحشيش، ولنقرأ معاً كيف كان شعورهم، يقول غوتييه:

«أعطوني ذلك الحشيش حتى أدخل نعيم جنة محمد، الهلوسة، ذلك الضيف الغريب، أقام في مسكنه بداخلي. يبدو أن جسدي قد تحلل وأصبح شفافاً، رأيت بداخلي الحشيش الذي أكلته على شكل زمرد يشع ملايين الشرارات الصغيرة، سمعت في كل مكان حولي صوت تحطم وانهيار المجوهرات متعددة الألوان، ما زلت أرى رفاقي في بعض الأحيان وكأنهم نصف نباتات مشوهة ونصف رجال، تلاشيت في زاويتي من الضحك، خاطبني أحد الضيوف باللغة الإيطالية، وجعلتني قدرة الحشيش المطلقة أسمع باللغة الإسبانية »!.

ويشرح بودلير تجربته: «أسمع صوتاً بداخلي يناديني.. أنت الملك، وشعرت بأني الملك، أنا الملك غير المتوّج، وأصبحت مركز الكون؛ كل شيء على وجه هذه الأرض خلق من أجلي… من أجلي أنا، أشعر بأني الإله ».

بعد ذلك تخلى بودلير عن تعاطي الحشيش معللاً ذلك بقوله: «مثل كل الملذات الفردية، يجعل الفرد عديم الفائدة للرجال، والمجتمع غير ضروري بالنسبة للفرد، لا يكشف الحشيش شخصية الفرد أبداً أكثر مما هو عليه. علاوة على ذلك، هناك خطر مميت، من لجأ إلى السم، من أجل التفكير، فلن يتمكن أبداً من التفكير دون تناول السم». ونحن نقول من لجأ إلى السم من أجل التفكير تكون أفكاره ورؤيته سامة أيضاً، يبدو أن تحذير وإقلاع بودلير عن تناول الحشيش قد وجد آذاناً صاغية عند زملائه ومعاصريه، فلم ينتشر تعاطيه في وسط النخبة المثقفة في فرنسا.

الماريجوانا

لم يكن نبات القنب معروفاً في الأمريكيتين قبل وصول كولومبوس، ويُعتقد أن الاسم الرائج له هناك “ماريجوانا” Marijuana مستمد من الكلمة الإسبانة mejorana”ميجورانا” التي تعني نبات “المردقوش”، حيث قدم المستكشفون الإسبان نباتات القنب إلى أمريكا الجنوبية في القرن السادس عشر. ومع ذلك، فإن الكلمة الإسبانية للقنب الصناعي هي “كانامو” cáñamo، وهذا ليس ما يسميه سكان أمريكا الوسطى والجنوبية لأزهار القنب المُسكرة.

يعتقد بعض الباحثين في اللسانيات أن أحد جذور كلمة ماريجوانا هي العبارة العامية العسكرية المكسيكية Maria & Juana (ماري وجين)، التي تعني عاهرة أو ماخور، أي أتت من المكسيك، وأن أصل كلمة ماريجوانا منحدر من اللغة الأزتيكية (لغة الأزديك) mallihuan التي تعني بيت دعارة، لكن ثمة فرضية أخرى بأن الكلمة جاءت من العبارة الهندية الأزتكية، mallihuan، وأنها تحورت مع مرور الزمن لتتواءم مع النطق الإسباني.

حتى نهاية العقد الأول من القرن العشرين، استخدم الأمريكيون كلمة “الحشيش” عند الإشارة إلى نبات القنب الذي كان يُستعمل طبياً لعلاج الأرق، والصداع النصفي، والروماتيزم، ولم يكن معروفاً استعماله للجوانب الترفيهية.

وخلال العقد الثاني من القرن الماضي هاجر أكثر من 890.000 مكسيكي بشكل قانوني إلى الولايات المتحدة بحثاً عن ملاذ آمن من ويلات الثورة والحرب الأهلية، جالبين معهم استعمالهم الشعبي من تدخين الحشيش، وبعدها ظهر مصطلح “الماريجوانا”، وقد أطلقت منظمات البيض المناهضة لهجرة المكسيكيين هذا اللقب عليهم لتدخينهم القنب، وأصبحت كلمة “ماريجوانا” وصمة عنصرية.

بدأ العديد من الأمريكيين البيض بتعاطي القنب بكثرة بعد أن ضرب الكساد الكبير الولايات المتحدة في الثلاثينيات من القرن الماضي، وكان الأمريكيون يبحثون عن شخص يلومونه، فوجدوا ضالّتهم بتدفق المهاجرين وظهور موسيقى الجاز بين السود، (أي السود والمهاجرون المكسيكيون الذين تناولوه) معتبرينه مادة وافدة تستخدم لإفساد عقول وأجساد أفراد الطبقة الدنيا، وتكريساً لهذا الاعتقاد شنّ هاري أنسليجر، أول مدير للمكتب الفيدرالي للمخدرات في أمريكا، حملة مكثفة ضد الحشيش.

في إحدى الحوادث الموثقة، أدلى أنسلينجر بشهادته أمام الكونجرس التي يذكر فيها مصطلح الماريجوانا، قائلاً: « الماريجوانا هي أكثر العقاقير المسببة للعنف في تاريخ البشرية. معظم مدخني الماريجوانا هم من الزنوج والإسبان والفلبينيين والفنانين. موسيقاهم الشيطانية، موسيقى الجاز والأرجوحة، ناتجة عن استخدام الماريجوانا». وأوضح في بيان آخر له « تجعل الحشيشة السود يعتقدون أنهم جيدون مثل الرجال البيض.. السبب الرئيسي لحظر الماريجوانا هو تأثيرها على الأجناس المنحلة».

وبهذا أصبحت كلمة “الماريجوانا” معروفة من قبل الأمريكيين في جميع أنحاء البلاد، وحذت بقية دول العالم حذوها، في ترسيخ واضح للكلمة التي فرضتها الولايات المتحدة “الماريجوانا”.

ولكن في المكسيك، على سبيل المثال، اعتمدوا مصطلحات مثل “موتا mota”، و”باستو pasto”، و”جالو gallo”، وفي بقية بلدان أمريكا اللاتينية، تتفاوت الأسماء من “chala تشالا” في الأرجنتين، إلى “tobareto توباريتو” و”غريفا grifa” في الإكوادور، و”هايربا hierba” في فنزويلا، وفي إسبانيا مصطلح “ماريا” هو الشائع، بينما يستخدم الفرنسيون غالباً “ماري جين” في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.

ما القِنَّب الهندي؟

يُعرف القنّب، أو القنب الهندي، بأنه جنس من النباتات المزهرة ينتمي إلى العائلة القنبية، التي تتكون من ثلاثة أنواع أساسية، الشكل (2-1):

Cannabis indica Lamو Cannabis sativa L. وCannabis ruderalis Janisch.

               قنب روديلاريس        قنب ساتيفا         قنب انديكا

الشكل (2-1): الأنواع الرئيسية للقنب.

 

 

القنب نبات ثنائي المسكن، فهناك نباتات منفصلة للذكور والإناث على أوراق مركبة مميزة، الأوراق هي أكثر أجزاء هذا النبات شهرة، على الرغم من التباين الكبير الموجود بشكل طبيعي في المجموعات المختلفة للقنب، فإن الأوراق لا تتغير بشكل كبير في المظهر بين الأنواع المختلفة. تتراكم الجواهر الفعالة رباعي هيدروكانابينول (THC) في الغدد الشعيرية للقنب، وتحدث في المقام الأول في الكؤوس والأجزاء المزهرة للنبات الأنثوي، تحتوي الأوراق والنباتات الذكرية على نسبة أقل من رباعي هيدروكانابينول، بينما لا تحتوي السيقان والبذور على أي شيء من هذه المادة تقريباً، وهناك عدة مصطلحات ومفاهيم خاصة بالقنب يجب معرفتها، وهي كما يلي:

  • القنب: القنب مصطلح يستخدم لتصنيف أنواع القنب التي تحتوي على 0.3٪ أو أقل من محتوى رباعي هيدروكانابينول بالوزن الجاف، فقد تم استخدام مصطلح القنب بشكل عام لوصف الحشيش غير المُسكر الذي يتم حصاده للاستخدام الصناعي، مثل إنتاج الحبال وأكياس الخيش والورق ومصدر للألياف، مع وجود أدلة بأن القنب كان أول محصول يزرعه الجنس البشري، وقد تم استخدامه منذ العصور التاريخية.

  • الماريجوانا: طغى استعمال مصطلح (الماريجوانا) في بداية القرن العشرين على مصطلح القنب، وذلك لاستخداماتها الترفيهية، وإحداث تأثيرات مبهجة ومغيرة للعقل، وبصفتها عاملاً نفسياً قوياً. يتم تربية أصناف الماريجوانا بشكل انتقائي في بيئات محكومة مصممة لتحسين خصائص السلالة، وإنتاج نباتات أنثوية تنتج أزهاراً في مهدها، والجزء المستعمل منها هي قمم الأوراق المزهرة المجففة التي تحتوي على أكثر من 0.3٪ من المكون الرئيسي رباعي هيدروكانابينول الذي يُعزى إليه التأثير النفسي، ويمكن أن تصل نسبته إلى 30٪.

استناداً إلى ما ذُكر سابقاً فإن الوصف المستخدم للقنب والماريجوانا يستند إلى السمة المميزة بينهما، وهي كمية رباعي هيدروكانابينول في النبات، أو بالأحرى ما إذا كان سيؤدي إلى الانتشاء أم لا.

3- الحشيش: يعتبر الحشيش أحد منتجات نبات القنب، ويحتوي على مادة الراتين التي تنتج طبيعياً في الغدد الشعيرية الموجودة على أوراق وأزهار النباتات الأنثوية، وتحفز الحرارة وأشعة الشمس هذه الغدد على إنتاج المزيد من راتين القنب.

4- زيت الحشيش: زيت الحشيش، أو زيت القنب، هو الزيت الأساسي لنبات القنب، ويتم استخلاصه عادة باستعمال أحد المذيبات العضوية، وهو عبارة عن زيت لزج متطاير ذي قابلية عالية للذوبان في الدهون، وقابلية منخفضة للذوبان في الماء، ويوجد في الحشيش كمزيج من الأحماض أحادية الكربوكسيل التي يتم التخلص منها بسهولة وكفاءة عند التسخين.

كيمياء القنب:

يحتوي نبات القنب على أكثر من 421 مادة كيميائية، منها 61 مادة مخدرة، ومن المثير للاهتمام أن أكثر من 2000 مركب تُنتج عن طريق الانحلال الحراري أثناء تدخين القنب، ويتم تمثيلها بفئات مختلفة من المواد الكيميائية، بما في ذلك المركبات النيتروجينية، والأحماض الأمينية، والهيدروكربونات، والسكاريدات، والجلايكوسيدات، والتربينات، والأحماض الدهنية البسيطة، وتساهم هذه المركبات في الخصائص الدوائية والسمية الفريدة للقنب، ويبين الشكل (2-2) أهم الجواهر الفعالة في نبات القنب.

القنب

الماريجوانا

استخلاص المواد الفعالة

الكانابينويدات

غير الكانابينويدات

مواد غير فعالة

أكثر من 60 مادة

فمواد فعالة، دون تأثير نفسي

كانابيديول

مواد فعالة الة ذات تأثير نفسي

THC

الشكل (2-2): أهم الجواهر الفعالة في نبات القنب.

تحتوي أنواع القنب على العديد من المواد الكانابينويدات، وأهمها:

 دلتا-9- مفروق -رباعي هيدرو كانابينول (delta-9-trans-tetrahydro-cannabinol) الذي يُعرف اختصاراً بـ(دلتا-9-THC)، ويُشار إليه في العادة بـ”رباعي هيدروالكانابينول” (THC)، وهو اللاعب الرئيسي في مجموعة الكانابينويدات، والمسؤول عن الآثار النفسية والسلوكية والعلاجية للقنب، بينما المماكب له دلتا-9- مقرون -رباعي هيدرو الكانابينول غير فعال. رباعي هيدروالكانابينول هو واحد من العديد من المركبات الموجودة في القنب التي تفرزها غدد إناث النبات، وجميعها تدعى بالكناباينويدات، وأهمها:

دلتا-8- رباعي هيدرو الكانابينول، وهو مماكب أيضاً لمركب دلتا-9- رباعي هيدرو الكانابينول، وله تأثير نفسي مماثل لـدلتا-9- رباعي هيدروالكانابينول ولكنه أضعف منه. الكانابينول (CBN) أقل فاعلية من من دلتا-9- رباعي هيدرو الكانابينول. الكانابيكرومين (CBC) ليس له تأثيرات نفسانية. والكانابيدول (CBD) ليس له تأثيرات نفسانية ويستعمل في معالجة الاختلاجات، وبالذات الناتجة عن نوبات الصرع. الكانابيجيرول (CBG) لا يسبب الانتشاء، ويعتبر ذا تأثير نفسي معتدل، ولكنه ليس مؤثراً عقلياً. وبالإضافة إلى ذلك يوجد مركبان آخران وأحياناً يكميات كبيرة؛ وهما: حمض دلتا-9- رباعي هيدرو كانابينول-2-اويك وحمض دلتا-9- رباعي هيدرو كانابينول-4-اويك. ويبين الجدول (2-1) البنية الكيميائية للكانابينويدات.

الجدول (2-1): البينة الكيميائية للكانابينويدات

الاسم الإنجليزي

 

 

البنية الكيميائية

الاسم العربي

THC

دلتا-9-مفروق-رباعي هيدرو كانابينول

CBD

كانابيدول

CBG

كنابيجيرول

CBN

كنابينول

CBC

كنابيكرومين

رباعي هيدروالكانابينول

تتم الإشارة بالتماكب الفراغي لمركب الكانابيديول إلى المماكب الضوئي الطبيعي(-) رباعي هيدروالكانابينول، وتم تصنيع المزيج الراسيمي منه (±) رباعي هيدروالكانابينول. يعتمد تركيز رباعي هيدروالكانابينول أيضاً على نوع القنب الذي يحتوي على الحد الأدنى من رباعي هيدروالكانابينول، ويصل إلى 0.5 في المائة.

يشكل (-) رباعي هيدروالكانابينول 20 في المائة من الوزن في العادة للعينة، مع الإشارة إلى أن متوسط ​​تركيز رباعي هيدروالكانابينول في الماريجوانا يتراوح من 1 إلى 5 بالمائة، وفي الحشيش بين 5 إلى 15 في المائة، وفي زيت الحشيش يبلغ متوسطه حوالي 20 في المائة. يختلف رباعي الهيدروكانابينول في الجرعات الترفيهية من الماريجوانا بشكل كبير، وكلما انخفض محتواه في الماريجوانا، زاد استهلاك المستخدم لبلوغ التأثيرات المطلوبة.

تحتوي البنية الكيميائية لمركب رباعي هيدروالكانابينول على هيكل كربون ثلاثي الحلقات محتوياً على 21 ذرة كربون بدون نيتروجين، وبوجود مركزين غير متطابقين في تكوين المفروق. يتحلل رباعي هيدروالكانابينول عند تعرضه للهواء أو الحرارة أو الضوء، ويلتصق بسهولة بالزجاج والبلاستيك، وعادةً ما يتم تخزينه في مذيبات أساسية أو عضوية في الأواني الزجاجية المصنوعة من سيليكات العنبر؛ لتجنب التحلل أثناء الإجراءات التحليلية.

 

ج

ب

سلسلة جانبية

أ

فينول – C1

C9/C11

المنطقة الأليفاتية الجنوبية

حلقة ب

الشكل (2-3): علاقات البنية الكيميائية بالفعالية

 

علاقات البنية الكيميائية بالفعالية

يعتبر نظام ترقيم حلقات ثنائي بنزوبيران الأكثر شيوعاً لمركبات الكانابينويدات ,(الشكل 2-3)، وتعتمد خصائصها ذات التأثير النفساني على ما يلي:

  • يجب وجود حلقة عطرية في هيكل الكانابينويد (حلقة أ).

  • وجود مجموعة الفينول الحرة على كربون-1 من الحلقة العطرية (أ).

  • وجود سلسلة تتكون من خمس ذرات من الكربون محبة للدهون، وترتبط بكربون-3 من الحلقة العطرية (أ)، وفي المركبات المصنعة تتكون السلسلة من ثلاث ذرات من الكربون، ومن الممكن أن تصل إلى سبع ذرات.

  • وجود حلقة مكونة من ثنائي ميثيل البيران (حلقة ب).

  • وجود حلقة هكسين غير مشبعة (حلقة ج)، وتكون الرابطة الثنائية ما بين كربون-9 وكربون-10.

  • وجود مجموعة ميثيل متصلة بكربون-9 (كربون-11).

توجد الرابطة غير المشبعة في حلقة الهكسين في المماكب النشط دلتا-8- رباعي هيدروالكانابينول ما بين كربون-8 وكربون-9، ويوجد بكميات أقل بكثير في القنب مقارنة مع وجود دلتا-9- رباعي هيدروالكانابينول.

المماكب النشط الذي له تأثير نفسي هو دلتا-9- مفروق -رباعي هيدرو الكانابينول، يشتمل على أفضل نوعين من أشباه القنب من رباعي هيدروالكانابينول والكانابيدول المعروف بخصائصهما ذات التأثير النفساني وتسكين الآلام، على التوالي. تتشارك في مجموعة مشتركة من خطوات التصنيع الحيوي المبكرة، وتتباعد عند حمض الكانابيجروليك الوسيط المركزي (حمض الكانابيجيرول)، وهو وسيط مركزي في التصنيع الحيوي للكانابينويدات.

يحمل الكانابيدول وحمض رباعي هيدروالكانابينول سلسلة بنتيل جانبية مميزة على  C-5 من حلقة حمض الريزورسينوليك.

توجد أيضاً مادتان مرتبطتان، دلتا- 9- حمض رباعي الهيدروكانابينول-2-أويك وحمض دلتا- 9-تتراهيدروكانابينول-4-أويك (حمض رباعي هيدروالكانابينول)، في القنب وأحياناً بكميات كبيرة. أثناء التدخين، يتم تحويل حمض رباعي هيدروالكانابينول جزئياً إلى رباعي هيدروالكانابينول.

الكانابينول

يفقد القنب فاعليته بمرور الوقت، وينخفض محتواه من رباعي هيدروالكانابينول إلى النصف بعد أربع سنوات، ويحدث هذا التحول أيضاً في أول عامين من التخزين غير السليم، وعند التخزين لنبات القنب لمدة طويلة، وكذلك في أوراق النباتات المعمرة يتم تحويل لمركب رباعي هيدروالكانابينول إلى الشكل الحمضي حمض رباعي هيدروالكانابينول الذي عند تعرضه للهواء لمدة طويلة يتسبب في فقدان جزيئات الهيدروجين، ومن ثم يخضع للأكسدة، ويتحول بدوره إلى حمض الكنابينول الذي يفقد مجموعة الكربوكسيل، ويتحول إلى مركب الكنابينول؛ ولهذا لا يعتبر مركب الكنابينول من المركبات الطبيعية الموجودة والمنحدرة من نبات القنب مباشرة، ويكون تركيزه بشكل عالٍ في النباتات الكبيرة في العمر أو الجافة لزمن طويل.

مثل الغالبية العظمى من الكانبينويدات، فإن الكنابينول قابل للذوبان في الدهون، وغير قابل للذوبان في الماء، ويذوب جيداً في الميثانول والإيثانول.

على الرغم من أن الكنابينول له بعض الخصائص ذات التأثير النفساني، لأنه مشتق من رباعي هيدروالكانابينول، إلا أن فاعليته تعادل 10٪ تقريباً من فاعلية رباعي هيدروالكانابينول، وله تأثيرات دوائية مختلفة تماماً عن رباعي هيدروالكانابينول.

الاستطبابات

يعتبر الكانابينول المهدئ الأكثر فعالية لأي مركب من كانابينويدات القنب، فأحد الاستخدامات الأساسية له هو علاج الأرق، ويساعد الشخص في الحصول على نوم هادئ دون الشعور بالترنح، أو الآثار الجانبية للحبوب المنومة التي تُصرف بوصفة طبية. نتيجة لذلك، لا يبدو أن له تأثيراً مباشراً على نظام الكنابينويد الداخلي بشكل عام، ويُعتقد بأنه يقلل من فاعلية القنب عموماً، وهو أيضاً ضادة ضعيفة في مستقبلات القنب.

زيت الكانابينول

يستخرج زيت الكانابينول من نبات القنب، ونظراً لعدم احتواء نبات القنب على كمية كبيرة من المركب في البداية، فمن الضروري تعتيق البراعم أولاً، وبمجرد أن تقوم عملية الأكسدة بتحويل رباعي هيدروالكانابينول إلى الكانابينول، يمكن بدء عملية الاستخلاص، وتجدر الإشارة إلى الحاجة فقط إلى قدر ضئيل من الزيت حتى تكون فعالة.

الكانابيديول

الكانابيديول واحد من أكثر جواهر القنب وفرة في الكانابينويدات، ويمكن أن يشكل ما يصل إلى 40٪ من راتين القنب، ويستخدمه الناس عموماً للأغراض الطبية بدلاً من الأغراض الترفيهية.

عادة ما تتم الإشارة إلى التماكب الفراغي لمركب الكانابيديول إلى المماكب الضوئي الطبيعي (-) الكانابيديول، وتم تصنيع المماكب الضوئي (+) الكانابيديول ولكنه لم يحظَ باهتمام كبير، وله ارتباط متواضع مع مستقبلات الكانابينويدات على عكس (-) الكانابيديول الذي يعمل بشكل مباشر على نظام الكانابينويد الداخلي المنشأ للتأثير على إنتاج الأناندامايد.

الكانابيديول ورباعي هيدروالكانابينول هما أكثر أنواع الكانابيويدات شيوعاً في القنب، يوجد رباعي هيدروالكانابينول و الكانابيديول في كل من الماريجوانا والقنب؛ تحتوي الماريجوانا على رباعي هيدروالكانابينول أكثر بكثير من القنب، بينما يحتوي القنب على الكثير من الكانابيديول، وهما يتشاركان في مجموعة مشتركة من خطوات الإصطناع الحيوي المبكرة، ويتباعدان عند حمض الكانابيجروليك الوسيط المركزي، وهو وسيط مركزي في التخليق الحيوي للكناباينويدات. وعلى عكس الكنابينول لا يظهر بعد الأكسدة لأنه موجود بالفعل في القنب.

الاستطبابات

ينتج الكانابيديول تأثيرات مزيلة للقلق تقلل من التأثيرات المهلوسة لـرباعي هيدروالكانابينول، ويتم تناول الكانابيديول بشكل عام عن طريق الفم، إما على شكل كبسولة أو يتم إذابته في محلول زيتي (مثل زيت الزيتون أو زيت السمسم)، ويمكن أيضاً تناوله تحت اللسان أو على شكل رذاذ عن طريق الأنف، وتتراوح كمية الجرعة الفموية في معظمها من 100- 800 ملغ/ يوم. يكون امتصاص الكانابيديول من الجهاز الهضمي غير منتظم بسبب ضعف قابليته للذوبان في الماء، وتم تقدير التوافر الحيوي عن طريق الفم بنسبة 6٪، بعض المستحضرات الطبية تحتوي أيضاً على كمية متساوية من الكانابيديول ورباعي هيدروالكانابينول، ولا توجد منتجات تحتوي على 100% من الكانابيديول.

يستخدم الكانابيديول بشكل شائع لمعالجة القلق، وبالنسبة إلى المرضى الذين يعانون من الأرق، تشير الدراسات إلى أنه يساعد في النوم سريعاً وزيادة مدة النوم. وأشارت العديد من الدراسات السريرية إلى أن الكانابيديول قادر على تقليل عدد النوبات التشنجية، وفي بعض الحالات كان قادراً على إيقافها تماماً.

وتشير التجارب السريرية كذلك إلى إمكانية معالجة اعتلال الدماغ الناجم عن نقص التأكسج الإقفاري عن طريق الوريد، وأطلق عليه بعض الباحثين اسم “اليتيم” أيضاً لاستخدامه في علاج الاختناق في الفترة المحيطة بالولادة، والاختناق في فترة ما حول الولادة، وهي عبارة عن أشكال من إصابات الدماغ الحادة أو شبه الحادة بسبب الاختناق الذي يحدث أثناء عملية الولادة، وينتج عن الحرمان من الأكسجين أثناء الولادة (نقص الأكسجة)، تشمل الآثار الجانبية لـلكانابيديول: الغثيان، والتعب، والتهيج، ويمكن للكانابيديول أن يزيد من مستوى الكومادين المرقق للدم في الدم.

الكانابيجيرول

 تم اكتشاف الكانابيجيرول لأول مرة في الستينيات، وهو أحد المركبات العضوية الموجودة في الكاناباينويدات، حيث يحتوي النبات المحصود بشكل عام على ما يصل إلى 1٪ الكانابيجيرول، ونادراً ما يصل إلى 2٪.

يشار إلى مركب الكانابيجيرول باسم “أم الكانابينويدات”؛ إذ يلعب دوراً مهماً في كيفية تكوين مركبات الكاناباينويدات الأخرى القنب، وفي حين يتم تجاهلها في كثير من الأحيان، ربما بسبب ندرتها في النبتة. ينتج نبات القنب حمض الكانابيجروليك وهو الشكل الحمضي لمركب الكانابيجيرول.

ويعتبر حمض الكانابيجروليك هو النجم الحقيقي للعرض هنا، لأنه مقدمة لإنتاج ثلاثة أنواع رئيسية من القنب وهي: رباعي هيدروالكانابينول، والكانابيديول، والكانابيجيرول، وبكل ببساطة، بدون حمض الكانابيجيرول لن يكون لدينا أي من هذه المركبات.

خلال فترة نمو النبات، تقوم الإنزيمات الطبيعية (تسمى سينثاز) بتحويل حمض الكانابيجيرول إلى حمض رباعي هيدرو الكانابينول وحمض الكانابيدول، ومن ثم يتم تحويلها إلى الكانابينويدات رباعي هيدروالكانابينول والكانابيديول من خلال عملية نزع مجموعة الكربوكسيل بوساطة إنزيم ديكربوكسيلاز. يتم نزع مجموعة الكربوكسيل من الكميات الصغيرة من حمض الكانابيجيرول التي تبقى في النبات بعد تكوين الكنابينويدات الأخرى، وبدورها يتم تحويلها إلى الكانابيجيرول بوساطة إنزيم ديكربوكسيلاز أيضا، الشكل (2-4).

جميع المادة المتوافرة في القنب من حمض الكانابيجيرول تتحول تقريباً إلى حمض رباعي هيدرو كانابينول في وقت مبكر من طور نمو القنب، مما يعني أن كمية حمض الكانابيجيرول المتبقية لتشكيل الكانابيجيرول منخفضة جداً، وهذا أيضاً ما يبرر نسبة انخفاضها في الكانابينويدات بالمقارنة مع رباعي هيدروالكانابينول والكانابيديول، غالباً ما تكون كميات الكانابيجيرول أقل بمقدار 10 أو حتى 20 مرة من بقية الكانابينويدات.

CBGA

سينثيساز

CBDA

ديكربوكسيلاز

 

CBD

ديكربوكسيلاز

CBG

سينثيساز

THCA

ديكربوكسيلاز

THC

الشكل (2-4): تكوين الكانابينويدات.

مقارنة ما بين الكانابيديول والكانابيجيرول

يُشتق كل من الكانابيديول والكانابيجيرول من حمض الكانابيجيروليك، ولكن في حين أن لديهما الكثير من أوجه التشابه، يصعب استخراج الكانابيجيرول وإنتاجه من الكانابيديول، نظراً لندرة الكانابيجيرول في نبات القنب، فإن إنتاجه يعد عملية أكثر تكلفة، وغالباً ما تكون أكثر حساسية.

بدءاً من بعض أوجه التشابه، يعمل كل من الكانابيديول والكانابيجيرول على نظام الكانابينويدات الداخلية، ويشتركان في مجموعة واسعة من الفوائد المحتملة؛ على سبيل المثال، علاوة على كون التأثير النفسي متوسطاً لكل من الكانابيجيرول والكانابيديول، مقارنة مع التأثير النفسي لـرباعي هيدروالكانابينول، أي أنها تقلل من النشوة. الميزة التي يتمتع بها الكانابيجيرول على الكانابينويدات هي الطريقة التي يتفاعل بها مع نظام الكانابينويد الداخلي، في حين أن قدرة الكانابيديول على التفاعل المباشر مع مستقبلات القنب في الدماغ محدودة، فإن الكانابيجيرول يرتبط مباشرة بمستقبلات الكانابينويدات (1) و(2).

لا يسبب الكانابيجيرول الانتشاء، ويعتبر الكانابيجرول ذا تأثير نفسي معتدل، ولكنه ليس مؤثراً عقلياً؛ يؤثر الكانابيجيرول والكانابيديول على الدماغ بشكل مختلف تماماً عن رباعي هيدروكانابينول، ولا يأتيان بتأثيرات مسكرة. في التركيزات العالية، يسبب الكانابيجيرول تأثيرات الاسترخاء والنشوة، لكن غالبية التأثيرات التي يسببها ليست تأثيرات نفسية.

الكانابينويدات الداخلية المنشأ

بعد اكتشاف مستقبلات الكنابينويدات، تم البحث عن الربيطات التي تحدث بشكل طبيعي لهذه المستقبلات في أنسجة الثدييات، وقد أدى ذلك إلى اكتشاف مجموعة ذات تأثيرات قوية في مستقبلات الكنابينويدات مثل الأناندامايد وأراكيدونويل الجليسيرول ((2 ‐ AG.

أراكيدونويل الجليسيرول((2 ‐ AG

اناندامايد

ويبدو أن الروابط الفسيولوجية لهذه المستقبلات هي من عائلة الأناندامايدات، وهي من مشتقات حمض الأراكيدونيك المرتبط بالبروستاجلاندين. هناك نظام داخلي من مستقبلات القنب والأناندامايدات، التي تعدل عادة نشاط الخلايا العصبية من خلال تأثيرها على ديناميات أدونيسين أحادي الفوسفات الدورية ونقل أيونات الكالسيوم والبوتاسيوم، وتم تحديد الأناندامايد كربيطة داخلية المنشا لمستقبلات الكانابينويدات، وله خصائص دوائية مماثلة لتلك الخاصة برباعي هيدروالكانابينول. يعتبر الأناندامايد الربيطة الذي تمت دراستها على نطاق واسع حتى الآن.

توجد الكنابينويدات الداخلية المنشأ، التي تُدعى “كنابينويدات داخلية”، فقط بكميات صغيرة في مناطق الدماغ المختلفة والأنسجة الدهنية الأخرى (مثل البروستيجلاندين)، يبدو أنه يتم تصنيعها وإطلاقها داخلياً عند الطلب، ولا يوجد ارتباط صارم ودقيق للربيطات التي يتم إنتاجها فقط عند الطلب.

علم أدوية الكانابينويدات

ينبه رباعي هيدروالكانابينول الخلايا في الدماغ لإطلاق الدوبامين، مما يسبب النشوة، وكما أنه يتدخل في كيفية معالجة المعلومات في الحصين، وهو جزء من الدماغ المسؤول عن تكوين ذكريات جديدة. يمكن لـرباعي هيدروالكانابينول تحفيز الهلوسة، وتغيير التفكير، والتسبب بالأوهام. في المتوسط تستمر التأثيرات حوالي ساعتين، ويبدأ تأثيرها في غضون 10 إلى 30 دقيقة بعد تناول القنب عن طريق الفم. تشمل الآثار الجانبية التي يسببها رباعي هيدروكانابينول: الغبطة، والقلق، وعدم انتظام دقات القلب، ومشكلات استعادة الذاكرة قصيرة المدى، والتخدير، والاسترخاء، وعدم الشعور بالألم.

مستقبلات الكانابينويدات

كان يُعتقد لمدة ليست بالبعيدة أن القنب ينتج آثاره من خلال تفاعل غير محدد مع أغشية الخلايا، بدلاً من التفاعل مع مستقبلات محددة، ساعد اكتشاف أول مستقبلات للقنب في الثمانينيات في حسم هذا النقاش، وأثبت العلماء أن هناك مستقبلين اثنين: أحدهما يدعى بمستقبل الكنابينويدات (1)، والآخر يُدعى بمستقبل الكنابينويدات (2)، ولاحقاً وجدوا أن هذه المستقبلات شائعة في الحيوانات، وفي الثدييات، والطيور، والأسماك، والزواحف.

تتركز مستقبلات الكانابينويدات في مناطق معينة من الدماغ مرتبطة بالتفكير، والذاكرة، والمتعة، والتنسيق، وإدراك الوقت، يرتبط رباعي هيدرو الكانابينول بهذه المستقبلات وينشطها ويؤثر على ذاكرة الشخص، ومتعته، وحركاته، وتفكيره، وتركيزه، وتنسيقه، وإدراكه الحسي، والوقت.

مستقبلات الكنابينويدات (1)

توجد مستقبلات الكنابينويدات (1) في المقام الأول في الدماغ، وعلى وجه التحديد في العقد القاعدية والجهاز الحوفي، بما في ذلك الحُصين والمخيخ، تحتوي القشرة الدماغية، وخاصة المناطق الأمامية، على كثافات عالية من مستقبلات الكنابينويدات (1)، هناك أيضاً كثافة عالية جداً في العقد القاعدية وفي المخيخ التي تشارك في التفكير، والذاكرة، والانتباه، والتحكم بالحركة.

تم العثور على مستقبلات الكنابينويدات (1) في الدماغ الأمامي الحوفي خاصة في منطقة ما تحت المهاد، وفي القشرة الحزامية الأمامية. يحتوي الحصين أيضاً على كثافة عالية لمستقبلات الكنابينويدات (1)، الغياب النسبي لمستقبلات القنب من نوى جذع الدماغ قد يفسر انخفاض سمية الكنابينويدات عند تناوله بجرعة زائدة، وتوجد أيضاً في كل من الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي، وكذلك في الرئتين، والكبد، والكلى، ويبدو أنه مسؤول عن تأثيرات القنب المسببة للبهجة والمضادة للاختلاج، ويختفي تماماً في النخاع المستطيل، وهو جزء الدماغ المسؤول عن وظائف الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية؛ وبالتالي، لا يوجد خطر الإصابة بفشل الجهاز التنفسي أو القلب والأوعية الدموية، كما هو الحال مع العديد من العقاقير المخدرة الأخرى.

الهدف الرئيسي لـرباعي الهيدروكانابينول هو مستقبلات الكنابينويدات (1) التي هي المستقبلات الأولية في الجهاز العصبي المركزي، ويعمل على تجاذب الكنابينويدات نحوه، يعمل هذا المستقبل المقترن بالبروتين- G كجزء من مسار مثبط لمنع تدفق الكالسيوم في العصب ما قبل المشبكي اللازم لإطلاق النواقل العصبية المثيرة مثل الجلوتامات في الشق المشبكي.

مستقبلات الكانابينويدات (2)

توجد مستقبلات الكنابينويدات (2) بشكل حصري تقريباً في الجهاز المناعي، الخلايا التائية والضامّة والخلايا البائية، وبأكبر كثافة في الطحال، ويبدو أن مستقبلات الكانابينويدات (2) مسؤولة عن الفعالية العلاجية المحتملة للقنب.

وُجد أن هناك علاقة جيدة ما بين مستقبلات الكانابينويدات (1) وإنزيم الحمض الدهني أمايد هيدرولياز، يتم توزيع إنزيم الحمض الدهني امايد هيدرولياز على نطاق واسع في الجهاز العصبي المركزي والأنسجة الأخرى. ومع ذلك، تم العثور على مستويات عالية بشكل خاص من إنزيم الحمض الدهني امايد هيدرولياز في مناطق الدماغ المخصبة في مستقبلات الكنابينويدات (1)، وربما هناك علاقة تكاملية بين مستقبلات الكنابينويدات (1) وإنزيم الحمض الدهني امايد هيدرولياز على المستوى المشبكي، مما أدى إلى تكوين الفرضية القائلة إن إنزيم الحمض الدهني أمايد هيدرولياز قد تشارك في تعطيل عمل الكانابينويدات داخلية المنشأ في المشابك، حيث يتم إطلاق الكانابينويدات داخلية المنشأ استجابة للتنبيه المشبكي.

ويبين الشكل (2-5) التشابه ما بين الهيكل الكيميائي للكانابينويدات والأناندامايد اللذين لا يحتويان على ذرة النيتروجين، وبين المؤثرات العقلية التي تحوي على ذرة النيتروجين.

سايلوسايبين

ميسكالن

إل. إس. دي

اناندامايد

رباعي هيدروكا

نابينول

 

 

 

 

 

الشكل (2-5): تشابه في البنية الكيميائية لمركبات الكانابينويدات مع المركبات النيتروجينية الأخرى.

طرق أخذ الكانابينويدات

عادة ما يتم تدخين القنب إما في سيجارة ملفوفة بشكل فضفاض، أو من خلال أنبوب ماء، أو في جهاز تدخين خاص من أجل الترفيه، وعلاجياً يتم أخذه عن طريق الفم، ولكن امتصاصه ضعيف لأن رباعي هيدروالكانابينول له قابلية منخفضة للذوبان في الماء، ويُعطى كذلك تحت اللسان، أو من خلال الأنف على شكل رذاذ، وتتراوح الجرعة الفموية في معظمها من 100- 800 ملغ/ يوم، والتوافر الحيوي عن طريق الفم يقدر بنسبة 6٪.

تحتوي السيجارة في المتوسط ​​على حوالي 200 ملغ من الحشيش العشبي أو راتين القنب، يتم استنشاق الدخان وحبسه في الرئتين، الشكل (2-6)، ويدخل رباعي هيدروالكانابينول الجسم من خلال الرئتين، ويصل إلى الدماغ في حوالي 14 ثانية. يصل بسرعة إلى تركيز عالٍ في الدم، بعد 6 دقائق من التدخين، ويعبر الحائل الدموي من خلال الشعيرات الدموية في الرئتين.

ويتم توزيع ما يقرب من 90 ٪ من رباعي هيدروالكانابينول في بلازما الدم والباقي في خلايا الدم الحمراء، ويصل مستواه في الدم في حوالي (100 نانوغرام/ مل بلازما)، ويتم امتصاص معظم رباعي هيدروالكانابينول من الدم خلال 30 دقيقة، ينتقل بسرعة إلى الدماغ وعبر الحائل الدموي الدماغي والمشيمة لأنه شديد الذوبان في الدهون. تمت دراسة الجرعة المميتة لاستخدام رباعي هيدروكانابينول، ولم يتم الإبلاغ عن أي وفيات بشرية بسبب استعمال القنب.

الشكل (2-6): استنشاق الدخان وحبسه في الرئتين.

مستقلبات واطّراح الكانابينويدات

يتم توزيع رباعي هيدروالكانابينول، وهو شديد المحبة للدهون، في الأنسجة الدهنية، والكبد، والرئة، والطحال، ويتم استقلابه في الكبد عن طريق الهيدروكسيل الميكروسومي والأكسدة المحفزة بوساطة إنزيمات مركب السيتوكروم (ب)450 .

يطرح أكثر من 65٪ من القنب في البراز وحوالي 20٪ في البول، ويُفرز معظم القنب (80-90٪) في غضون 5 أيام على شكل مستقلبات هيدروكسيل وكربوكسيل. هناك ثمانية عشر مستقلباً حمضياً للقنب تم تحديده في البول، وتشكل معظم هذه المستقلبات اتحاداً مع حمض الجلوكورونيك، مما يزيد من قابليتها للذوبان في الماء.

عندما يتم تدخين القنب، يمكن اكتشاف رباعي هيدروالكانابينول في البلازما في غضون ثوانٍ من الاستنشاق والعمر النصفي له يقدر بساعتين، يتم تحويل رباعي هيدروكانابينول في الكبد إلى المستقلب الرئيسي (11-هيدروكسي- رباعي هيدروالكانابينول) الذي له نفس القدر من التأثير النفساني والفاعلية والنشاط كما في رباعي هيدروكانابينول والعمر النصفي له يبلغ 50 ساعة، وهو المستقلب السائد في البراز، يتأكسد (11-هيدروكسي- رباعي هيدروالكانابينول) بدوره مكوناً مركب (11-نور -9-كربوكسي-دلتا-9-رباعي هيدروالكنابينول) الذي ليس له أي تأثير نفساني، والفائدة منه الاتحاد مع الجلوكورونيد، واستعماله لأغراض التشخيص، ويتم طرحه في البول بشكل رئيسي، الشكل (2-7).

يبلغ العمر النصفي للمستقلب (11-نور -9-كربوكسي-دلتا-9-رباعي هيدروالكنابينول) حوالي 30 ساعة، ويمكن الكشف عنه بعد سبعة أيام إلى بعد اثني عشر يوماً، بعد تدخين ما يقرب من 27 ملغ من رباعي هيدروالكانابينول في سيجارة، ولوحظ تركيز ذروة (11-هيدروكسي- رباعي هيدروالكانابينول) في البول خلال ساعتين، وتبلغ ذروة (-نور -9-كربوكسي-دلتا-9-رباعي هيدروالكنابينول) بعد 4 ساعات.

يمكن أن يستغرق الاطراح التام للعقار خلال ما يصل إلى 6 أسابيع، ويتم استقلاب الكانابيديول على نطاق واسع في الكبد، وتحويله إلى المستقلب الأساسي (7-هيدروكسي- الكانابيديول) وطرحه في البراز والبول. يمكن اكتشاف بعض المستقلبات في البول لمدة تصل إلى أسبوعين بعد التدخين أو التناول عن طريق الفم.

رباعي هيدروالكانابينول

11-هيدروكسي- رباعي هيدروالكانابينول

11- نور –9- كربوكسي- رباعي هيدروالكانابينول

الشكل (2-7): المستقلبات الرئيسية لرباعي هيدروالكانابينول

الاستطبابات

تم استخدام القنب للأغراض الطبية لأكثر من 3000 سنة، ومؤخراً شرعت العديد من الدول باعتباره كدواء وللاستخدام الترفيهي أيضاً، يمكن استخلاص رباعي هيدروالكانابينول من الماريجوانا، أو توليفه اصطناعياً واستعماله عن طريق الفم، كما هو الحال بالنسبة إلى عقار “درونابينول” المعتمَد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ويستعمل لعلاج أو منع أو التخفيف من حدة الغثيان والقيء المرتبط بأدوية السرطان، وزيادة شهية الأشخاص المصابين بالإيدز. والكثير من الأشخاص يفضلون تدخين الماريجوانا كدواء على تناوله كأقراص عن طريق الفم، حيث يحسن من نفسياتهم، ونشاطهم الاجتماعي، ويشعرون بالمرح والارتياح أكثر.

كانت صبغات القنب (المستخلصات الإيثانولية) شائعة في السابق، ولكن تمت إزالتها من دستور الأدوية منذ سنوات عديدة، وبالنسبة إلى الحشيش العشبي (المعروف باسم “حشيش القنب”)، الذي يحتوي على نسبة من رباعي هيدروكانابينول تبلغ 18٪، فهو متاح كوصفة طبية، ويُستعمل في حالات التصلب اللويحي المتعدد، وأنواع معينة من الألم وحالات عصبية متنوعة.

الكانابينويدات والسُّمنة

تعتبر السمنة واحدة من أكثر أسباب المراضة والوفيات في العالم، وكان معروفاً منذ مدة طويلة أن تعاطي القنب يؤدي إلى زيادة الشهية (وهي ظاهرة يُشار إليها باسم “المأكولات الخفيفة” Munchies)، وأدت هذه الظاهرة إلى استكشاف دور نظام الكانابينويدات الداخلية المنشأ في تنظيم السمنة والعوامل الأيضية المرتبطة بها.

أدى هذا الجهد لاحقاً إلى تطوير نهج علاجي ناجح للسمنة يتألف من تثبيط مستقبلات الكانابينويدات (1) للقنب باستخدام ربيطات مثل عقار “ريمونابانت” من أجل فقدان الوزن والتحسين الأيضي.

أطُلق في أوروبا عقار “ريمونابانت” في عام 2006 لعلاج السمنة كمثبط انتقائي لمستقبلات الكانابينويدات (1) المركزية والطرفية عن طريق الفم بجرعة قدرها 20 ملغ، فيقلل من تناول الطعام ويحسن التمثيل الغذائي للدهون والجلوكوز. على الرغم من فعاليته، فقد ارتبط العقار بزيادة معدلات الاكتئاب، والقلق، وحالات الانتحار؛ وبالتالي تم استبعاده وسحبه من السوق.

التحمل والاعتماد

يبدو أن القنب يؤثر على نفس أنظمة المكافأة الموجودة في الدماغ مثل: الكحول، والكوكايين، والمواد الأفيونية عند استخدامه على المدى الطويل، يمكن أن يحدث تَحمُّل الكانابينويدات فيما يتعلق بالمزاج، والأداء النفسي، والنوم، وضغط الشرايين، ودرجة حرارة الجسم، والخصائص المضادة للقيء.

عند الاستخدام لمدة طويل ينشغل المتعاطي دائماً بالبحث عن الجرعة التالية، لأنه مكره على استخدامه، والانتكاس مصيره إذا لم يكرر تناول العقار، وأكثر من 50٪ من متعاطي القنب لديهم ضعف في التحكم بتعاطيهم.

الحالات النفسية المرتبطة بتعاطي القنب

يسبب استخدام القنب (30-50 ملغ) عن طريق الفم أو  عن طريق التدخين (8-30 ملغ) ذهاناً شبيهاً بالهوس، ويعمل بشكل عام كمرسِّخ لانتكاس الهوس لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب، ومن الممكن أن يكون التعرض للقنب عاملاً مساهماً يتفاعل مع عوامل أخرى معروفة وغير معروفة سواء وراثية كانت أم بيئية، تؤدي إلى مرض نفسي. ويُلاحظ بأن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية حادة أكثر عرضة لاستخدام المواد ذات التأثير النفساني، وإساءة استخدامها والاعتماد عليها، وخاصة القنب.

 بالإضافة إلى اعتماد المدمن على القنب، فإنه يرتبط بمجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية، وهنالك علاقة واضحة بين استخدام القنب والذهان، الذي يوصف بذهان القنب، وقد يؤدي إلى الإصابة بالفصام أو إلى تفاقم أعراضه.

 التأثيرات السلوكية والفسيولوجية

من المعروف أن للقنب تأثيرات سلوكية وفسيولوجية، وتشمل التأثيرات السلوكية: الشعور بالنشوة والاسترخاء، وتغير إدراك الوقت، وقلة التركيز، وضعف التعلم. تم الإبلاغ أيضاً عن تغيرات في الذاكرة والمزاج مثل: الإحساس بالذعر، والزور، والارتياب.

وتشمل التأثيرات الفسيولوجية: التغيرات السريعة في معدل ضربات القلب، وضغط الدم الانبساطي، وانقباض الملتحمة، وجفاف الفم والحلق، وزيادة الشهية، وتوسع الأوعية، وانخفاض معدل التنفس، كما يؤثر القنب على جهاز المناعة والغدد الصماء، ويرتبط تعاطيه بتلف الرئة، وتغيرات مخطط كهربية الدماغ.

مخاطر الاستعمال

يعتبر القنب واحداً من أكثر المخدرات غير المشروعة استخداماً في العالم، والاستخدام المبكر للقنب يمكن أن يؤثر على المراهقين الذين يبدأون بتعاطيه في حوالي سن 14 عاماً، وأثبتت الأبحاث العلمية أن نتائجهم في الاختبارات المعرفية سيئة مقارنة مع غير المدخنين، ولديهم أيضاً معدل تسرب أعلى من المدرسة.

الخطر الآخر المحتمل لاستهلاك رباعي هيدروالكانابينول يأتي في شكل ضعف المهارات الحركية؛ القنب يضعف القيادة أو المهام المماثلة لما يقرب من ثلاث ساعات بعد الانتشاء، ويسبب في الكثير من الحوادث القاتلة، وهو ثاني أكثر المؤثرات العقلية شيوعاً الموجودة عند السائقين، بعد الكحول والمسببة لحوادث الموت.

ويسبب استخدام القنب مشاكل للشباب ومشكلات طويلة الأمد وتشمل: انخفاضاً في معدل الذكاء والذاكرة والإدراك، خاصة عند الأشخاص الأصغر سناً، وهناك بعض التكهنات بأنه يمكن أن يضعف الخصوبة لدى الرجال والنساء، ويؤثر أيضاً على الشعب الهوائية، ويمكن أن يسبب انتكاساً في أعراض الفصام.

التأثيرات قصيرة الأمد

 تتمثل تأثيرات الكانابينويدات على المدى القصير بعدة أعراض، أهمها: مشاكل الذاكرة قصيرة المدى، والقلق الشديد، والذعر، والهلوسة، بما في ذلك الخوف والإحساس بالمراقبة أو المتابعة، والزور، والوهم مثل: رؤية، أو سماع، أو شم أشياء غير موجودة، وعدم القدرة على تمييز الخيال عن الواقع (الذهان)، وفقدان الإحساس بالهوية الشخصية، انخفاض وقت رد الفعل، وزيادة معدل ضربات القلب (خطر الإصابة بنوبة قلبية) وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، فضلاً عن عدم القدرة على إدراك وتحديد المسافة عند القيادة، والمشاكل الجنسية وبخاصة عند الذكور، ويصل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً إلى سبع مرات عند الإناث.

التأثيرات طويلة الأمد

انخفاض معدل الذكاء؛ حيث يصل إلى 8 نقاط إذا بدأ الاستخدام المطول في سن المراهقة، وضعف الأداء المدرسي، وزيادة فرص التسرب، وضعف التفكير والقدرة على التعلم وأداء المهام المعقدة، وانخفاض الرضا عن الحياة، والسلوك المعادي للمجتمع، بما في ذلك سرقة المال أو الكذب.

الرضاعة والكانابينويدات

يفرز رباعي هيدروكانابينول في لبن الأم بكميات معتدلة؛ يبتلع الرضيع الذي يتغذى على حليب الأم 0.8٪ من كل سيجارة تدخنها الأم المرضعة، وهناك نقطة أخرى يجب مراعاتها، وهي أن للقنب تأثيراً على جودة وكمية حليب الثدي؛ يمكن أن يمنع الإرضاع عن طريق تثبيط إنتاج البرولاكتين عن طريق التأثير المباشر على الغدة الثديية.

يتراكم رباعي هيدروالكانابينول في حليب الثدي البشري، والرضّع الذين يتعرضون للقنب من خلال حليب أمهاتهم سوف يفرزون رباعي هيدروالكانابينول في بولهم خلال الأسابيع (2-3) الأولى. وفي دراسة مثيرة للاهتمام من باكستان، تم العثور على المستقلبات الرئيسية للقنب في حليب الأبقار التي كانت ترعى نباتات القنب التي تنمو بشكل طبيعي، وأظهر الأطفال الذين يتغذون على هذا الحليب نواتج أيض القنب في البول، مما يشير إلى الاستهلاك السلبي من خلال الحليب.

التدخين السلبي

من الممكن أن يكون هناك تعرض غير مباشر للكانابينويدات من خلال التدخين السلبي؛ يجب ملاحظة أنه من حوالي 50٪ من رباعي هيدروالكانابينول التي تنجو من الانحلال الحراري أثناء التدخين، يتم توصيل جزء كبير (16-53٪) إلى المدخن، بينما يتم إطلاق كمية أقل في الهواء كتيار جانبي. والجلوس على مقربة من المدخن يتعرض بشكل لاإرادي لاستنشاق دخان رباعي هيدروالكانابينول.

يعتمد رباعي هيدروالكانابينول الذي يمتصه التدخين السلبي على العديد من الميزات المتعلقة بالحالة التي حدث فيها الاستنشاق السلبي، مثل: البيئة، والمدة، وتركيز محتوى رباعي هيدروالكانابينول، وعدد السجائر المدخنة.

2-الكانابينويدات الاصطناعية, (التوابل أو ك-2)

 

 

 

مقدمة

تعد الكانابينويدات الاصطناعية جزءاً من مجموعة من العقاقير تُسمى “المواد المصممة الجديدة ذات التأثرات النفسية”، وهي تشبه بفعاليتها فعالية الكانابينويدات الطبيعية لكن ليس ببنيتها الكيميائية، وبسبب هذا التشابه يُطلق على الكانابينويدات الاصطناعية أحياناً، بشكل مضلل، اسم الماريجوانا الاصطناعية أو الحشيش الاصطناعي، وغالباً ما يتم تسويقها على أنها بدائل آمنة وقانونية وتهدف إلى إحداث نفس تأثيرات العقاقير غير المشروعة وخاصة تأثير رباعي هيدرو الكانابينول؛ في الواقع يمكن أن تنتج الكانابينويدات الاصطناعية عواقب مختلفة جداً عن تدخين القنب الطبيعي، وقد تكون التأثيرات أكثر حدة وغير سارة وخطيرة في بعض الأحيان.

بدأ ظهور المستحضرات التي تحتوي على الكانابينويدات الاصطناعية في منتصف عام 2000 وأُطلق عليها اسم “التوابل” أو (ك-2)، وزاد انتشارها في السوق العالمي مع بداية عام 2004، وبلغت ذروتها في عام 2012.

تتكون هذه المنتجات عادة من مخاليط نباتية غير معروفة تماماً وذات تأثيرات نفسية، يبدو أن تركيبة هذه المنتجات العشبية تتغير بشكل كبير ومستمر لتشمل مركبات جديدة ذات تأثير نفسي أقوى من سابقاتها وتجدد وتزيد من شعبيتها.

ترتبط الكانابينويدات الاصطناعية بمستقبلات الكانابينويدات (1)، وتكون أقوى بمقدار 10-100 مرة من رباعي هيدرو الكانابينول، ولها كذلك تأثير على مستقبلات الكانابينويدات (2).

 

كيمياء الكانابينويدات الاصطناعية

وُجد أن مستحضرات الكانابينويدات الاصطناعية تحتوي على مواد مختلفة ذات تركيبات كيميائية مختلفة تعتمد على أكثر من 450 مركباً تم إنتاجها في الأصل من أجل الأبحاث الطبية، وأهم هذه المركبات ما يلي:

  • تم تصنيع مركب “HU-210″، لأول مرة في إسرائيل في عام 1988، وهو مماثل في بنيته الكيميائية وهيكله لمركب رباعيهيدروالكانابينول، يعتبر “HU-210” مادة قنب كلاسيكية وفعاليته لا تقل عن 100 مرة عن فعالية رباعي هيدرو الكانابينول، وقد تم العثور عليه في مركبات الكانابينويدات الاصطناعية.

HU-210

  • وهناك مجموعة أخرى من الكانابينويدات الاصطناعية تدعى “غير كلاسيكية” تشمل سيكلو هكسيل الفينول أو 3-أريل سيكلوالهكسانول، ويُطلق عليها اختصاراً “CP”، وتم تطويرها كمسكنات محتملة بوساطة شركة أدوية فايزر في الثمانينيات.

CP

ج) كما ظهرت في السوق أنواع أخرى غير متشابهة من الناحية البنية الكيميائية والهيكلية مع رباعي هيدرو الكانابينول، ويُطلق عليها اختصاراً (JWH)، تم تطويرها سابقاً كمركبات اختبار في البحث عن تفاعلات الأدوية والمستقبلات على يد البروفيسور جون ويليام هوفمان، وهذه المركبات تشمل أمينو الكيل الاندول مثل نيفثويل الإندول (JWH-018)، وفينيل أسيتيل الاندول JWH-250))، وبنزويل أندول (AM-2233).

ويمكن القول إن مركب (JWH-018) هو أكثر أنواع القنب الكانابينويدات الاصطناعية شهرة، التي تنتمي إلى مجموعة أمينو الكيل الإندول، ويعتبر أقوى بثلاث مرات من رباعي هيدرو كانابينول.

 والمركبات المشتقة من أمينو ألكيل الاندول هي الأكثر انتشاراً في المنتجات العشبية التي تحتوي على الكانابينويدات الاصطناعية، هذا يرجع إلى حقيقة أن تحضير توليفات أمينو الكيل الاندول أقل تعقيداً من توليفات الكانابينويدات الكلاسيكية أو غير الكلاسيكية أو الهجينة.

يقول الكيميائي الأميركي جون هوفمان (1904-1980م) عن المركب (JWH-018): «المشكلة هي أنه لا يوجد شيء معروف على الإطلاق فيما يتعلق بسُمّيّته أو مستقلباته، لذلك، فمن المحتمل أن يكون خطيراً، ويجب عدم استخدامه».

JWH-018

د) تظهر الكانابينويدات الاصطناعية التي ظهرت مؤخراً تنوعاً هيكلياً أكبر ومختلفاً عن سابقاتها، مثل:

أدمانتيل أندازول الكربوكسيامايد APINACA (AKB-48)، و أمينو كربونيل أندازول لكربوكسيامايد (AB-PINACA)، و ثمة احتمال أن هذه المركبات الجديدة قد تم تطويرها للتحايل على التشريعات القانونية التي تم وضعها لمواجهة “الأجيال السابقة” من الكانابينويدات الاصطناعية.

(AKB-48)

هـ) في الآونة الأخيرة، تم تصنيع فئة جديدة من المركبات الحلقية غير المتجانسة من قبل ميللا-رابان ومجموعته (J. Mella-Raipán)، وهي مشتقات بنز الأيميدازول، ويشار إليها بسلسلة (JM)، ولها أُلفة عالية لمستقبلات الكانابينويدات (1). وأهمها (JM-6)، و(JM-39).

(JM-6)

الخصائص الدوائية للكانابينويدات الاصطناعية

تحسنت المعرفة بعلم الأدوية الخاص بالكانابينويدات الاصطناعية وتأثيرها على وظائف المخ وعلم وظائف الأعضاء بشكل كبير؛ جميع مركبات الكانابينويدات الطبيعية والداخلية المنشأ والاصطناعية هي جزيئات محبة للدهون للغاية، وتُبذل الجهود في الوقت الحاضر لتصميم الكانابينويدات المحبة للماء أو أقل ذوباناً في الدهون، التي لا تخترق الحائل الدموي الدماغي، وبالتالي توفر الفعالية الدوائية المطلوبة دون الآثار الجانبية المرتبطة بشكل أساسي بفعالية الكانابينويدات الرئيسية التي ترتبط بمستقبلات الكنابينويدات (1) و (2).

وعليه؛ تم تطوير العديد من المركبات الاصطناعية لتسكين الألم ولمعالجة متلازمة دريفت (Dravet)، وهو صرع يصيب الأطفال ويتسم بضعف الإدراك، والنوبات الشديدة، وزيادة خطر الوفاة المفاجئة غير المبررة.

تشير الأدلة السريرية وما قبل السريرية إلى أن تعديل نظام الكانابينويدات الداخلية المنشأ والمرتبطة بمستقبلات الكنابينويدات (1) و (2)، يمكن أن يكون علاجياً بالنسبة إلى هؤلاء المرضى عن طريق تنظيم نشاط النوبات، وكما يبدو فإن هذه العقاقير وجدت طريقها للاستعمالات غير المشروعة وغير الطبية.

بدأ مؤخراً استخدام المواد ذات التأثير النفسي الجديدة التي تحتوي على الكانابينويدات الاصطناعية بشكل ترفيهي، وخاصة من قبل الشباب، على عكس الانخفاض في استخدام العديد من الكاثينونات الاصطناعية والبيبيرازينات، يبدو أن عدد مستخدمي الكانابينويدات الاصطناعية في ازدياد.

أدوية الكانابينويدات الاصطناعية تحاكي التأثيرات العقلية للقنب الطبيعي، إلا أن آثارها غير المرغوب فيها لا يمكن التنبؤ بها وأكثر شدة من تلك المرتبطة به. على الرغم من وجود اهتمام متزايد بشأن الإمكانات العلاجية للأدوية القائمة على القنب يرتبط التعرض المتكرر لمنبهات القنب سواء في الأشكال العضوية أو الاصطناعية بآثار ضارة جسدية ونفسية.

بالإضافة إلى الكانابينويدات الاصطناعية، تحتوي الخلطات على مواد حافظة، ومواد مضافة، وأحماض دهنية، وأميدات، وإسترات، وبنزوديازيبين، وديس مثيل الترامادول، وهو مستقلب فعال للدواء الأفيوني الترامادول.

الترويج لمركبات الكانابينويدات الاصطناعي

تم وصف الكانابينويدات الاصطناعية ومعرفتها لأول مرة في أوروبا وآسيا، وغدا انتشارها الآن أشبه بالوباء في بقية أنحاء العالم، وتم تسويقها بداية تحت أسماء تجارية مثل “التوابل” كما ذكرنا، وظهرت عدة أنواع من هذه “التوابل”، وأهمها: التوابل الماسية، والتوابل الذهبية، والتوابل الفضية، بالإضافة إلى أسماء أخرى مثل “ك-2″، والعطر، والجني، والحلم، والسحابة-9، وموجو.

تُروَّج الكانابينويدات على أنها نباتات مجففة “بخور عشبي”، أو بوصفها من إضافات الاستحمام، أو معطرات الجو، وغالباً ما يشار إلى هذه المنتجات باسم “منتجات الانتشاء العشبية القانونية”، نظراً لوضعها القانوني والتركيب العشبي الطبيعي المزعوم.

ويتم الترويج لمنتجات الكانابينويدات الاصطناعية على أنها “ليست للاستهلاك البشري”؛ وذلك من باب إخلاء المسؤولية، وأنها تحتوي على مواد طبيعية مأخوذة من مجموعة متنوعة من النباتات ذات ألوان مختلفة، بما في ذلك الأخضر والبني والأحمر، ومع ذلك، فإن الأجزاء الوحيدة من هذه المنتجات الطبيعية هي المواد النباتية المجففة، وتُباع في عبوات صغيرة حوالي 5 × 10 سم، وتكون العبوات عبارة عن رقائق ملونة أو أكياس بلاستيكية مضغوطة أو زجاجات بلاستيكية لجذب المستهلكين.

يتم تحضير منتجات الكانابينويدات الاصطناعية بغمس أوراق النباتات الجافة في محلول المركبات الكيميائية، أو نقعها أو رشها أو يضاف مسحوقها الصلب البلوري إلى المواد النباتية. ويتم ترويجها تحت مجموعة واسعة من الأسماء التجارية، بما في ذلك: الجوكر، والمامبا السوداء، والكوش، والكرونيك، وصخور القمر، والسيد اللطيف، و(ك-2والبخور العشبي.

لعدة سنوات، كان من السهل شراء خلائط الكانابينويدات الاصطناعية من المتاجر المختصة بالتدخين، أو عبر الإنترنت، نظراً لأن المواد الكيميائية المستخدمة فيها ليس لها فائدة طبية وإمكانية عالية لسوء الاستخدام، فقد جعلت السلطات المختصة في معظم بلدان العالم بيع أو شراء أو حيازة بعض هذه المواد الكيميائية غير قانوني.

مع ذلك، يحاول المصنّعون التحايل على هذه القوانين عن طريق تغيير الصيغ الكيميائية في مخاليطهم، وأسهمت الدعايات المخادعة بالترويج بأن منتجات الكانابينويدات الاصطناعية طبيعية وبالتالي غير ضارة، مما زاد في استخدامها بين الشباب والمراهقين وخاصة عند طلبة المرحلة الثانوية العليا والذكور في العشرينات من العمر.

يتم تسويق هذه العقاقير على أنها مواد آمنة طبيعية، ولا يمكن اكتشافها من خلال اختبارات فحص الأدوية التقليدية، مما جعلها شائعة جداً وذات جاذبية بشكل خاص للأفراد الشباب الساذجين الباحثين عن تجارب جديدة مع المخدرات، كما يتم تسويقها كشاي مثير للشهوة الجنسية. في بداية عام 2009، تم تعديل قانون إساءة استخدام العقاقير لعام 1971 في العديد من الدول الأوروبية، وتصنيف الكانابينويدات الاصطناعية كمواد خاضعة للرقابة.

في عام 2015، أدرجت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية 15 نوعاً من الكانابينويدات الاصطناعية كمواد خاضعة للرقابة من الجدول الأول، وهذا يضعها في نفس الفئة مع الهيروين، والكوكايين، والماريجوانا.

ويبين الجدول (2-2) أهم النباتات المستعملة في تحضير مركبات الكانابينويدات الاصطناعية، ومع ذلك، كشفت بعض الدراسات أن بعض المكونات العشبية المدرجة من قبل الشركات المصنعة لا يمكن العثور عليها في المنتجات، نظراً لعدم وجود معايير لتصنيع الكانابينويدات الاصطناعية أو تعبئتها أو بيعها؛ فمن المستحيل معرفة نوع وكمية المواد الكيميائية في كل منتج.

الجدول (2-2): أهم النباتات المستخدمة في خلطات الكانابينويدات الاصطناعية.

الاسم الإنجليزي

الاسم العلمي

الاسم العربي

Beach bean

Canavalia rosea (Sw.) DC. Syn. C. maritima

فول الشاطئ

Blue Egyptian water lily

Nymphaea maculata Schum. & Thonn. Syn. N. caerulea (Nymphaeaceae)

زنبق الماء الأزرق المصري

Dwarf skullcap

Scutellaria nana A.Gray

(Lamiaceae)

قلنسوة القزم

Indian warrior

Pedicularis densiflora Benth.

(Orobanchaceae)

المحارب الهندي

Lion’s tail

Leonotis leonurus (L.) R.Br.

((Lamiaceae)

ذيل الأسد

Indian lotus

Nelumbo nucifera Gaertn.

(Nelumbonaceae )

اللوتس الهندي

Honeyweed


Leonurus glaucescens
 Bunge Syn.

Leonurus sibiricus

 (Lamiaceae)

عشب العسل

Damiana leaves

Elaphoidella damianae Wells

أوراق الداميانا

 طرق أخذ الكانابينويدات الاصطناعية

تتوافر التركيبات عالية النقاء للكانابينويدات الاصطناعية في الغالب من الصين ودول آسيوية أخرى بعبوات مختلفة تصل إلى كيلوغرام، ويتم تجزئتها إلى عبوات صغيرة (50 غم) أو في أكياس رقائق معدنية جاهزة للاستعمال الشخصي كجرعة واحدة تحتوي غالباً على (3 غم)، وعادة ما يتم إضافة مادة أو أكثر من الكانابينويدات الاصطناعية.

 يعتبر التدخين الطريقة الأكثر شيوعاً لاستخدام الكانابينويدات الاصطناعية، وعادة ما يتم ذلك باستخدام أنبوب خاص، أو عن طريق لف ورق السجائر، كما هو الحال في تدخين القنب الطبيعي. وغالباً ما يقوم المستخدمون أيضاً بخلطها وتدخينها مع الماريجوانا أو تحضيرها كشاي.

ويمكن تناولها عن طريق الفم، و إذا كان المنتج على شكل مسحوق يتم تناوله عن طريق الاستنشاق أو النفخ، وتتوافر الكانابينويدات الاصطناعية كسوائل أو راتينات للاستعمال في السجائر الإلكترونية، أو كتبخيرة، ويمكن أيضاً تناولها عن طريق الحقن وتكون سميتها في هذه الحالة عالية جداً، ومن أهم الأعراض الناتاجة: عدم انتظام دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتغيرات في الحالة العقلية، والذهان.

علامات استخدام الكانابينويدات الاصطناعية

كما ذكرنا، عادة ما يكون متعاطو الكانابينويدات الاصطناعية من طلبة الصفوف المتقدمة بالمرحلة الثانوية، وبين الرجال في العشرينات من العمر، أظهرت نشرات توعوية للأهل كيفية معرفة السلوكيات والآثار الجسدية لاستخدام الكانابينويدات الاصطناعية؛ في حين أن إظهار واحدة أو اثنتين من هذه العلامات لا يعني استخدامها، إلا أنها جميعها مؤشرات قوية تنذر بتعاطيها ويجب أن تؤخذ على محمل الجد، وفيما يلي أهم هذه العلامات:

أولاً- السلوكيات: حرق البخور، و شراء أو استخدام قطرات العين، وحيازة النباتات أو الأعشاب المجففة، وجود أوراق اللف أو أقلام السجائر الإلكترونية، وتسلم الطرود المشبوهة بالبريد، فضلاً عن إظهار سلوكيات غير عادية أو سرّيّة.

ثانياً- التأثيرات الجسدية: القلق، و احمرار أو تهيج العيون، وشحوب البشرة، والتصرف المرتبك.

الآثار النفسية

تحتوي الكانابينويدات الاصطناعية على مزيج من المركبات ذات التأثير النفساني التي تربط مستقبلات القنب بقوة عالية، وتأثيراتها مشابهة جداً لتأثيرات الكانابينويدات الطبيعية، ولكنها أقوى وأشد منها، ولا تدوم طويلاً.

يشعر المتعاطون بطعم غير مريح أثناء التدخين، والإحساس بأن الحلق يحترق، مع ألم في الرئة لمدة طويلة بعد التدخين، ويشعر المتعاطون عموماً بالاسترخاء بدلاً من الشعور بانتشاء”ارتفاع الرأس” الذي تسببه الماريجوانا الطبيعية.

وتشمل الآثار كذلك مجموعة متنوعة من التأثيرات النفسانية، مثل: تغيرات في المزاج، والقلق، والزور، والضعف الإدراكي، والانفصال، والإثارة، والخدار، والأفكار الانتحارية، والذُّهان وخاصة عند المستخدمين صغار السن؛ فقد يؤدي استخدام الكانابينويدات الاصطناعية إلى حدوث الذهان الشديد لدى المستخدمين المعرضين للذهان أو تفاقم “متلازمة الذهان البادري” في الأفراد الأصحاء، ويشار إلى ذلك بمصطلح “فصام التوابل” (Spiceophrenia)، بسبب المشكلات النفسية المرضية المرتبطة بتسمم الكانابينويدات الاصطناعية. وهناك العديد من التقارير عن حالات الانتحار المرتبطة بالاستخدام السابق لهذه المنتجات.

يرتبط الاستخدام المتكرر للكانابينويدات الاصطناعية بأداء سيئ، وبضعف في الوظائف التنفيذية العامة والمعالجة العاطفية، و الذاكرة العاملة. ترتبط هذه التغييرات بالاكتئاب وأعراض فصامية أكبر مقارنةً بمستخدمي القنب الطبيعية، وُجد أن الاستخدام المنتظم قد ارتبط بارتفاع الدرجات في الانبساط والانفتاح، وانخفاض الدرجات في مقياس الضمير.

الذُّهان

يتسبب استخدام الكانابينويدات الطبيعية في إحداث الذهان، وسيكون من المعقول جداً، ومن المتوقع، أن يكون للكانابينويدات الاصطناعية نفس التأثير، وقوتها عالية وتعمل كمنبهات كاملة لمستقبلات القنب؛ فإن الاستخدام القصير أو العرضي لهذه الكانابينويدات الاصطناعية ينتج عنه آثار غير مرغوب فيها وأهمها الذهان، وتتمثل أعراضه بما يلي:

1-التفكير الوهمي أو المضطرب المنفصل عن الواقع.

2-قلق شديد وارتباك.

3-الارتياب والشك، وعدم الثقة بالآخرين، والزور.

4-الهلوسة (أحاسيس وصور تبدو حقيقية، رغم أنها ليست كذلك).

5- الأرق، وضعف الذاكرة، والصداع، والأوهام.

وأهم ما يميز الكانابينويدات في القنب الطبيعي أنها تحتوي على الكانابيديول الذي يعمل كعامل وقائي من الذهان، ويعاكس التأثيرات النفسية، والكانابيديول غير موجود في الكانابينويدات الاصطناعية.

الإدمان على الكانابينويدات الاصطناعية

يؤدي الاستخدام المنتظم طويل الأمد للكانابينويدات الاصطناعية إلى الإدمان؛ إذا كان لدى المتعاطي تاريخ من المرض العقلي أو اضطراب تعاطي المخدرات، فإن خطر الإدمان يكون أكبر، بالإضافة إلى تكوّن التحمل ومعاناة أعراض الانسحاب، والغالبية العظمى من المتعاطين لا يقرون بإدمانهم. يمكن أن تشمل العلامات الأخرى لإدمان الكانابينويدات الاصطناعية ما يلي:

1- الاستخدام الكثير والمقصود، وغير المبرر.

2- عدم القدرة على التوقف أو الفشل عدة مرات في الإقلاع عن استخدامها.

3- قضاء الكثير من الوقت في الانتشاء، غالباً على حساب قضاء الوقت مع الأصدقاء أو الأهل أو القيام بأنشطة كان يستمتع بها المتعاطي من قبل.

4- الاستمرار بالاستخدام رغم حدوث مشاكل مع العائلة أوالأصدقاء أو العمل أو المشاكل القانونية.

5- الاعتماد عليها للاسترخاء أو للإبداع.

التحمل والاعتماد والانسحاب

يؤدي استخدام الكانابينويدات الاصطناعية بانتظام إلى زيادة التحمل، أو الحاجة إلى المزيد والمزيد من العقار للشعور بنفس النشوة، ويصبح الشخص معتمداً جسدياً ونفسياً عليها، ويعد الإقلاع عنها أمراً صعباً، فتظهر أعراض الانسحاب، وتشمل:

الصداع، والأرق، والقلق، وتقلب المزاج، والهياج، والزور، ونوبات ذعر، وسرعة ضربات القلب.

المخاطر الصحية للكانابينويدات الاصطناعية

المواد الكيميائية المستخدمة في منتجات الكانابينويدات الاصطناعية في غالبية الأحوال غير معروفة، كما هو الحال مع العديد من الأدوية المصممة غير المشروعة ذات التأثيرات النفسية، ويتم دمج بعض المنتجات مع مواد كيميائية سامة أخرى.

تم تحديد العديد من المواد الكيميائية الفعالة الموجودة بشكل متكرر في الكانابينويدات الاصطناعية كمواد خاضعة للرقابة من الجدول الأول، وهو الجدول الأكثر تقييداً، مما يجعل بيعها أو شراءها أو حيازتها أمراً غير قانوني. يحاول المصنعون التهرب من هذه القيود القانونية عن طريق استبدال مواد كيميائية مختلفة في مخاليطهم، أشارت العديد من الدراسات والتقارير العلمية والنشرات الصحية التوعوية إلى مخاطر الكانابينويدات الاصطناعية، ونجملها فيما يلي:

أ) ارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى القلب (نقص تروية عضلة القلب)، وفي حالات قليلة ارتبطت بالنوبات القلبية.

ب) يقول أحد التقارير التي تصف حالة ثلاثة مراهقين تم نقلهم إلى المستشفى بعد استخدام الكانابينويدات الاصطناعية: أظهر هؤلاء المرضى درجات متفاوتة من الجمود (عدم القدرة على الاستجابة للتحفيز اللفظي أو الجسدي، بما في ذلك الألم)، وارتفاع معدل ضربات القلب، والإثارة، والقلق، والصداع، والتعرق المفرط، وبطء الكلام، والارتباك. تعافى اثنان من المرضى إلى وظائفهم الطبيعية خلال ثلاث إلى أربع ساعات، بينما بقي المريض الثالث في المستشفى طوال الليل.

 ج) أشار التقارير كذلك عام 2018 إلى عدة حالات بالولايات المتحدة الأمريكية من النزيف الحاد لدى الأشخاص الذين استخدموا الكانابينويدات الاصطناعية، الملوثين بمخففات الدم. بعد ذلك، نُشر تقرير يحذر من اضطرابات النزيف التي تهدد الحياة وتعتمد على فيتامين-ك المرتبط باستخدام الكانابينويدات الاصطناعية، وتم الإبلاغ عن أربع حالات وفاة بسبب النزيف الحاد.

أكدت الاختبارات التحليلية أن سبب النزيف الحاد هو وجود مادة (Brodifacum (، وهي مادة مضادة للتخثر، و مميعة للدم في سم الفئران، وتم تحديد عدة مضادات تخثر أخرى، وتشمل أهم الأعراض التي يمكن توقعها من تناول مركبات الكانابينويدات الاصطناعية التي تحتوي على سم الفئران المضاد للتخثر أو مميعات الدم الأخرى. وأهم الأعراض: نزيف شديد، ونزيف في الأنف، ونزيف اللثة، والسعال أو تقيؤ الدم، وتغير لون البول إلى اللون الوردي أو الأحمر بسبب وجود الدم في البول، وبراز داكن اللون أو دم في البراز، ونزيف حاد في الدورة الشهرية، وآلام الظهر أو المعدة، والالتباس، والإغماء، وفقدان الوعي.

د) في عام 2018، ظهرت تقارير تفيد بأن خليطاً من الكانابينويدات الاصطناعية يحتوي على الفنتانيل، التي يمكن أن تؤدي بسرعة إلى تخميد الجهاز التنفسي والوفاة.

ه) تحظر الكانابينويدات الاصطناعية “التوابل” و (ك-2) التي تحتوي على (JWH018 وJWH073 و HU-210 وغيرها من النظائر) في بعض الرياضات التنافسية؛ أصبحت الاختبارات التحليلية شائعة بشكل متزايد للكشف عن وجود “التوابل” و (ك-2) في البول، كما هو الحال في الماريجوانا، فالمكونات الفعالة في “التوابل” و (ك-2) لها عمر نصفي طويل ويمكن تخزينها في الجسم لفترات طويلة من الزمن.

و) من المرجح أن يكون استخدام الكانابينويدات الاصطناعية أكثر خطورة عندما يتم تناوله مع الكحول أو العقاقير الأخرى، وخاصة المنبهات مثل الميث أمفيتامين أو الإكستاسي، وخاصة إذا كان الشخص يعاني من مشكلة نفسية أو لديه مشكلة في القلب.

ز) يتم خلط الكانابينويدات الاصطناعية بشكل شائع في الحلوى والبسكويت والكعك وغيرها من الأطعمة التي تروق للأطفال. في حالات الابتلاع العرضي للأطفال، فإن أكثر الأعراض شيوعاً هو الخمول، وأخطر ما يكون هو قصور الجهاز التنفسي، يمكن أن يطول النعاس وقصور الجهاز التنفسي، وقد يتطلب المعالجة الفورية. يعتمد طول الأعراض على الكمية التي يتم تناولها، وتركيز رباعي هيدرو الكانابينول في المنتج المبتلع، وتوجد تقارير عن حدوث غيبوبة استمرت لأكثر من 48 ساعة عند تناول الأطفال الكانابينويدات الاصطناعية.

الآثار الجانبية

تعتبر الكانابينويدات الاصطناعية جديدةً نسبياً في السوق، ولذلك هناك معلومات محدودة متاحة حول آثارها قصيرة وطويلة المدى، بما في ذلك مدى أمان أو عدم أمان استخدامها.

الآثار قصيرة المدى

 تأثيراتها قصيرة المدى مماثلة لتأثيرات القنب الطبيعي، إلى جانب بعض الآثار السلبية الإضافية وربما الأكثر ضرراً، بما في ذلك: ضربات قلب سريعة وغير منتظمة، وتسارع في الأفكار، والهياج، والزور، والذهان، والسلوك العدواني والعنيف، وألم في الصدر، والقيء، وتلف الكلى، والسكتة الدماغية، ومن ثَمّ الموت.

الآثار طويلة المدى

أظهرت الدراسات الحيوية العصبية أن الاستخدام المزمن للكانابينويدات الاصطناعية يحدث تغيرات في مناطق الدماغ التي تشارك في الوظيفة الإدراكية والعاطفية، وتلف الخلايا العصبية؛ مما يؤدي إلى اضطراب في العقل، وضعف في الذاكرة، وزيادة حدة الذهان أو الفصام.

السُّمّيّة

تعتبر الأعراض الضارة التي تسببها الكانابينويدات الاصطناعية، مثل: صعوبات التنفس، وارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام دقات القلب، وآلام الصدر، وتشنجات العضلات، والفشل الكلوي الحاد، والقلق والإثارة، والنوبات، ونقص بوتاسيوم الدم، سمات تسمم تتطلب التدخل الطبي للسيطرة على المظاهر السريرية العصبية، والنفسية، والقلب، والأوعية الدموية.

أشارت الدراسات التي أُجريت على القوارض إلى أن معظم الكانابينويدات الاصطناعية ينتج عنها تأثيرات سامة تشبه بشكل تأثيرات القنب الطبيعي، وتشمل انخفاض حرارة الجسم، والتسكين، ونقص الحركة.

المراجع الخاصة بالفصل الثاني

 

 

Leave a Comment