المثلية أو “مجتمع الميم”
تعرضت قطر ،التي تستضيف حاليا كأس العالم 2022، لانتقادات على نطاق واسع بسبب تعاملها مع المثلية
ومع ذلك، فإن رهاب المثلية الجنسية في كرة القدم يعتبر مشكلة تؤثر على عالم اللعبة ككل. حتى في الدول التي قام فيها لاعبون وهيئات رياضية بالتعبير عن موقف داعم لحقوق مجتمع الميم. ويتم تسليط الضوء باستمرار على ما يوصف بأنه “قمع” قطر لحقوق المثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية والعابرين جنسيا، وهناك أحاديث عن قلق على سلامة المشجعين المنتمين إلى مجتمع الميم الذين سيحضرون المباريات.
وكانت السلطات في قطر صرحت علنيا بأن “الجميع مرحب بهم بغض النظر عن العرق أو أي خلفية أو الدين أو الجنس أو التوجه الجنسي أو الجنسية”، لكنها أشارت أيضا إلى أن “إظهار المشاعر الحميمية في الأماكن العامة ليس جزءا من ثقافتنا”، محذرة من وجود قواعد يجب احترامها. ويقول أحد مزدوجي الميول الجنسية:” منح قطر حق استضافة بطولة كأس العالم كان خطأ“. وطلبت الفيفا من الدول المشاركة في مونديال قطر “التركيز على كرة القدم”.
في كتابه «تاريخ المثلية»، يقول عالم الاجتماع الفرنسي «ميشيل فوكو» (Michel Foucault) إن أول تعارف للعالم على مصطلح Homosexual (مثلي الجنس) وقع أواخر القرن التاسع عشر ، عندما أرادت الملكة فيكتوريا حمل رجال الطبقة الأرستقراطية في المجتمع البريطاني آنذاك على التوقف عن ممارسة الجنس مع الذكور.
المثلية في القرآن الكريم
يوجد في القرآن سبع آيات تتحدث عن «قوم لوط»، ويسكنون بسدوم وعمورة، وتدميرهم من قبل الله يرتبط بشكل واضح بممارساتهم الجنسية المثلية في سورة الشعراء: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَان من الْعَالَمِينَ ﴾(الشعراء -165) والآية ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ (الشعراء-166) وفي سورة الأعراف، الآية: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِن لْعَالَمِينَ﴾ (الأعراف-80) والآية: ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ (الأعراف-81).
في حين يجد آخرون بأن عقوبة قوم لوط كان مضاعفة على فعلتهم، فقد عاقب الله عز وجل قوم لوط بخسف الأرض وجعل عاليها سافلها، ثم أرسل عليهم حجارة من سجيل منضود، مسومة. في حين عاقب فرعون وقومه بالغرق فقط، وعاقب عادا بالريح فقط، وثمود بالصيحة فقط، وفي هذا دليل على قبح المعصية وشناعتها.
ويقول أحد المسشرقين:”بأن هناك تفسير مختلف لقصة قوم لوط، حيث لم يكن التركيز فقط على الأفعال الجنسية التي مارسوها، ولكن رفضهم أيضاً الإيمان بنبوة لوط وكفرهم بالله”.
ذكر بعض العلماء في تفسير قوله تعالى: ” وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً” النساء، أن المقصود بـ (اللاتي) هن السحاقيات اللواتي يمارسن الشذوذ فيما بينهن.
المثلية في الأحاديث النبوية الشريفة
لم تكن المثلية الجنسية مجهولة في شبه الجزيرة العربية. وبالنظر لغياب نص قرآني صريح يفصل في عقوبة المثلية الجنسية، اتجه الفقهاء إلى السيرة النبوية والتي وضحت كيفية إقامة الحدود.
يذكر ابن الجوزي بأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن قوم لوط في عدة أحاديث نبوية، وأوصى بإعدام الفاعلين الاثنين. وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل عمل قوم لوط ثلاثا، ولم يلعن أحدا من أهل الكبائر ثلاثا إلا من فعل هذا الأمر. ويروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به”. وهو حديث صحيح صريح في عقوبة القتل للفاعل والمفعول به.
المثلية في التعاليم المسيحية
حسب التعاليم المسيحية فالزواج هو اتحاد مدى الحياة بين رجل وامرأة كجزء من خطة إلهية تهدف إلى استمرار عجلة الحياة، وهو الأساس الذي استند عليه المرسوم الذي أصدره الفاتيكان بعدم جواز المثليين. وقال المرسوم إن الله “لا يبارك الخطيئة ولا يستطيع أن يباركها”. عام 2003، أصدرالفاتيكان قرارًا يقول إن احترام الكنيسة للمثليين “لا يمكن أن يؤدي بأي شكل من الأشكال إلى الموافقة على السلوك المثلي أو الاعتراف القانوني بالزيجات المثلية”.
المثلية في العالم
ووفقا لتحليل أجري عام 2021 من قبل فريق تقصي الحقائق في بي بي سي، توجد في العالم 69 دولة لديها قوانين تجرم المثلية الجنسية، وما يقرب من نصف هذه الدول هي أفريقية. و السلطات الرياضية وأندية كرة القدم في جميع أنحاء العالم تكثف جهودها من أجل إشراك عشاق اللعبة من مجتمع الميم، والحد من السلوك المعادي للمثليين. وهناك فرق عديدة مختلفة لديها الآن مجموعات لدعم المثليين.النساء وأفراد مجتمع الميم يريدون أيضا أن يكونوا جزءا من كرة القدم، لكن هذه اللعبة هي بمثابة “المعقل الأخير للعدو في الكفاح ضد كراهية النساء ورهاب المثلية الجنسية”.
رئيس زيمبابوي الراحل روبرت موغابي والمثلية
طلب يد أوباما للزواج
-
ومن بين أكثر المواقف والتصريحات غرابة التي صدرت عن الراحل روبرت موغابي إعلانه عام2015 ، حيث قال أنه يود طلب يد رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما!، وقال عبر أثير الراديو الوطني بهذا الصدد: “قررت للتو، بما أن الرئيس أوباما أقر الزواج المثلي، ويحمي المثليين، وفي نفس الوقت يتمتع بمظهر لطيف، سأذهب إلى واشنطن، وأجثو أمامه وأطلب يده”!
-
وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد بارك عام 2015 قرار المحكمة العليا في بلاده القاضي بالسماح بزواج المثليين في جميع الولايات الأمريكية، وعلق بهذا الشأن على حسابه في “تويتر”، قائلا: الحب ينتصر، مشددا على أن “هذا الحكم يدشن لمرحلة جديدة من الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، وخطوة كبيرة في مسيرة البلاد نحو المساواة.. لقد أصبح من حق المثليين الزواج كالآخرين”، وموغابي رد عليه بطريقته الخاصة.
الافراج عن رجلين مثليين
وعد الرئيس موغابي بإطلاق سراح رجلين مثليين محبوسين بشرط أن يحبل أحدهما من الآخر. ويذكر أن قوانين زيمبابوي تحظر ممارسة العلاقات الجنسية المثلية من أي نوع.
وأخيرا ألف تحية لقطر