انهيار عمارة في جبل اللويبدة
بداية عزائي لجميع شهداء العمارة التي انهارت في جبل اللويبدة.
جبل اللويبدة، واحد من جبال عمان الشامخة. كان المسكن الأول للنخبة وللبرجوازية الأردنية، ولا نقول للنبلاء، لأنه بكل بساطة لا توجد دماء زقاء تسري في عروقنا. بعد أن كبر أبناء هذه الطبقة، انتقل الأبناء إلى منطقة الشميساني، وبعد أن كبر أبنائهم، انتقل الأبناء إلى منطقة عبدون، وبعد أن كبر أبناء عبدون انتقلوا إلى دابوق، ولا أعلم إلى أين سيتجه جيل دابوق القادم. وانتقلت أسر كثيرة من محدودي الدخل للعيش في جبل اللويبدة. تزامن انهيار عمارة اللويبدة مع حدوث كوارث طبيعية وفيضانات في الباكستان والسودان وحرائق في مختلف بلدان العالم. ربما ما حدث من كوارث طبيعية، هي من مشيئة الله تعالى. ربما يكون المشهد هو كذلك، ولكن خبراء علم الاجتماع لهم رأي آخر. رأي يقول بأن هذه هي سياسة الدولة، فعلى سبيل المثال: تتعرض دول جنوب شرق آسيا و الهند والباكستان وبنغلاديش للفضيانات وسنويا. حكومات هذه البلدان تعرف مخاطر هذه المناطق وطوفان الموج الذي يغرق البيوت ويبيد الأرواح الحية من حيوان وانسان. ولكنها تغض الطرف عن سكناهم للتخلص منهم باعتبارهم نفايات بشرية، عالة على المجتمع الطبقي البرجوازي، ومن المسببات الرئيسية لتأخير التنمية المستدامة.
أصبح هذا وضعنا يا سادة في الأردن. تداولت وسائل التواصل الاجتماعي لعدد من الوزراء والمهمين في هذا الوطن، بلباسهم الأنيق وربطة العنق، ينظرون إلى العمارة المنهارة من عليّ. صورة معبرة يا كرام، أتخيل لو أن الصورة تنطق ستقول:” هذا هو الحال…تسقط وتجف وتموت أوراق الأشجار في الأسفل، ليعيش من هو في الأعلى”.
سليمان العليمات
عمان 15/9/2022