ا

القرطوم Kratom

مقدمة

يشير مصطلح القرطوم إلى مجموعة من النباتات الشبيهة بالأشجار تنتمي إلى جنس Mitragyna من العائلة الفوية والمشهورة بعائلة البن، أهم أنواع القرطوم هو  Mitragyna speciosa Korth.، والموطن الأصلي للنبات تايلاند وماليزيا وأندونيسيا والبلدان المجاورة لها في جنوب شرق آسيا.

لدى القرطوم تاريخ طويل من الاستخدام في جنوب شرق آسيا، حيث يُعرف باسم ثانغ، كاكوام، ثوم، كيتوم، وبياك. بدأ مؤخراً فقط في جلب الاهتمام ومعرفة القرطوم واستخدامه كعلاج عشبي في الغرب. تم نشر (86٪) من الأبحاث المتعلقة بالقرطوم منذ بداية عام 2004 وحتى الآن.

الاستخدام التقليدي

تُنتج أوراق القرطوم تأثيرات مُنبهة معقدة وشبيهة بالمواد الأفيونية؛ في آسيا، تم استخدام القرطوم كمعزز للطاقة لدرء التعب وتحسين الحالة المزاجية والسيطرة الذاتية على الألم والإسهال والسعال، وكبديل في علاج إدمان المواد الأفيونية والكحول.

يستخدم مستخلص القرطوم السائل، خارجياً، كعلاج لألم العضلات ووقف التقلصات، فضلاً عن علاج لنوبات الهلع.

يستخدم الأشخاص القرطوم أيضاً في المهرجانات الموسيقية وفي الأماكن الترفيهية أخرى للشعور بالبهجة والاسترخاء.

طرق الاستخدام والجرعة والأشكال الصيدلانية

معظم الناس يأخذون القرطوم على شكل أقراص أو كبسولات، ويباع أحياناً كمستخلص أو كمادة صمغية أو كمسحوق أخضر في عبوات مكتوب عليها “ليس للاستهلاك البشري”.

يمكن مضغ أوراق القرطوم أو تدخينها أو تناولها في الطعام، وفي دول جنوب شرق آسيا يتم شرب الشاي الذي يتم تخميره أو نقعه من الأوراق، وتستخدم لتأثيراتها الدوائية المعقدة التي تعتمد على الجرعة، ويمكن تقسيم الجرعات إلى ثلاثة مستويات، كالتالي:

  • الجرعات المنخفضة إلى المعتدلة (1-5 جم) من الأوراق تُحدث تأثيرات منبهة خفيفة، وتمكن العمال من تجنب التعب والشعور بمزيد من النشاط.

  • الجرعات المتوسطة إلى العالية (5-15 جم) لها تأثيرات شبيهة بالمواد الأفيونية، في هذه الجرعات، يتم استخدام القرطوم للسيطرة على الألم والإسهال وأعراض انسحاب المواد الأفيونية، وتظهر خصائصه كنشوة مبهجة.

  • الجرعات العالية جداً (أكثر من 15 جم) من القرطوم تميل إلى أن تكون مهدئة تماماً وتسبب النعاس، ويمكن أن تنبه الذهول ومحاكاة تأثيرات المواد الأفيونية.

كيمياء القرطوم

يحتوي القرطوم على أكثر من 20 مركباً من القلويدات التي تصل نسبتها إلى حوالي (66.2٪) في الأوراق، ويعتبر قلويد الميتراجينين من المكونات الفعالة في النبتة، وتصل نسبته حوالي (6%)، وكذلك نظيره 7- هيدروكسي ميتراجينين، ولكن نسبته أقل وتبلغ حوالي (2%). تشبه البنية الكيميائية لقلويد الميتراجينين قلويد اليوهمبين.

علم أدوية القرطوم وآلية عمله

يسبب القرطوم تأثيرات مشابهة لكل من المواد الأفيونية والمنبهات، وذلك يعود لوجود مركبين أساسيين في أوراقه، ميتراجينين و7-ألفا هيدروكسي ميتراجينين، اللذان يتداخلان مع مستقبلات الأفيونويدات في الدماغ، مما ينتج عنه تَرْكِيْن، ومتعة، ويقلل الشعور بالألم، خاصة عندما يستهلك المستخدمون كميات كبيرة من النبات.

يتفاعل ميتراجينين أيضاً مع أنظمة مستقبلات أخرى في الدماغ لإنتاج تأثيرات منبهة، عندما يتم تناول القرطوم بكميات صغيرة، يبلغ المستخدمون عن زيادة الطاقة والتواصل الاجتماعي واليقظة بدلاً من التركين.

يُعزى معظم النشاط الشبيه بالمواد الأفيونية للقرطوم إلى وجود قلويدات الإندول والميتراجينين و7 -هيدروكسي ميتراجينين، ويعتبر قلويد 7-هيدروكسي ميتراجينين أقوى 40 مرة من ميتراجينين، و13 ضعفاً من فعالية المورفين، وهذا ناتج عن وجود مجموعة الهيدروكسيل والمرتبطة تحديداً بالكربون-7.

وله توافر حيوي عن طريق الفم أفضل ويخترق الحائل الدموي الدماغي أسرع من الميتراجينين.

وقد ثبت أن كلا المركبين لهما تأثيرات شادة على مستقبلات ميو ودلتا وكابا الأفيونية، ولكن ارتباطهما الوثيق يكون أكثر بمستقبلات ميو التي تسبب تأثيرات أفيونية مسكنة واعتماداً جسدياً.

وينشّط المركبان مسارات نورالأدرينالية النازلة والسيروتونينية في النخاع الشوكي، وينبهان المستقبلات الأدرينالية الفا-2 ما بعد المشبكي، ويمنعان تنبيه مستقبلات 5-هيدروكسي تريبتامين- 2(أ)، ويثبطان مستقبلات المسكارين في العضلات الملساء اللفائفية.

الاستطبابات

في السنوات الأخيرة، استخدم بعض الأشخاص القرطوم كبديل عشبي للعلاج الطبي في محاولات للسيطرة على أعراض الانسحاب، والرغبة الشديدة الناتجة عن الإدمان على المواد الأفيونية أو المواد الأخرى التي تسبب الإدمان مثل الكحول. واعتقد بعض الباحثين أن القرطوم قد يكون بديلاً آمناً للمواد الأفيونية وأدوية الألم الأخرى الموصوفة؛ في دراسة اختبار القرطوم كعلاج لأعراض انسحاب المواد الأفيونية، أفاد الأشخاص الذين تناولوا القرطوم لأكثر من ستة أشهر بأعراض انسحاب مشابهة لتلك التي تحدث بعد استخدام المواد الأفيونية.

التأثيرات النفسية

تم الترويج للقرطوم على أنه “مادة أفيونية قانونية”، وهناك القليل من الدراسات العلمية التي تناولت الخصائص النفسانية له، وعموماً، تعتمد هذه التأثيرات بشكل كبير على جرعة القرطوم، ويمكن أن تختلف بشكل ملحوظ من فرد إلى آخر، عادة ما تنتج الجرعات المنخفضة إلى المعتدلة تأثيراً منبهاً خفيفاً يراه معظم الأفراد على أنه ممتع، ولكن ليس بنفس شدة تأثير الأدوية الشبيهة بالأمفيتامين.

وتتميز تأثيرات الجرعة بشكل أساسي بإحساس مزعج بالقلق والإثارة الداخلية، ومن الجدير بالذكر أن أولئك الذين استخدموا منتجات القرطوم لتسكين الألم يميلون إلى رؤية التأثيرات المنشطة للقرطوم على أنها مرغوبة أكثر من تأثيرات الأفيونيات التقليدية، يسري مفعول القرطوم بعد خمس إلى عشر دقائق، وتدوم آثاره من ساعتين إلى خمس ساعات، وتصبح تأثيرات القرطوم أقوى مع زيادة الكمية المأخوذة.

قد تكون تأثيرات الجرعة الأعلى إما مبهجة أو مزعجة، اعتماداً على الفرد، وتجدر الإشارة إلى أن التأثيرات المبهجة للقرطوم تميل عموماً إلى أن تكون أقل حدة من تلك الخاصة بالأفيون والأدوية الأفيونية.

الآثار الجانبية والسمية

على الرغم من أن الأشخاص الذين يتناولون القرطوم يؤمنون بقيمته، فإن الباحثين الذين درسوا القرطوم يعتقدون أن أعراضه الجانبية ومشكلات السلامة العامة تفوق الفوائد الطبية المحتملة، ارتبط الاستخدام المزمن والجرعات العالية نسبياً من القرطوم (أكثر من 15 جم) بالعديد من التأثيرات السامة وغير العادية؛ لوحظ وجود فرط تصبغ في الخدين، ورعاش، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، وغثيان، وحكة، وتعرق، وجفاف الفم، وإمساك، وزيادة البول، وارتفاع ضغط الدم.

يؤثر القرطوم أيضاً على الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب:

الدوخة، والنعاس، والهلوسة والأوهام، والاكتئاب، وضيق التنفس، والغيبوبة والموت. ويسبب القرطوم كذلك خللاً في وظائف المخ، مما ينتج صداعاً حاداً وارتباكاً وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين.

 تشير التقارير العلمية والسريرية إلى أن العديد من الوفيات المرتبطة بالقرطوم يبدو أنها نتجت عن منتجات مغشوشة، أو تناوله مع مواد قوية أخرى، مثل المواد الأفيونية والبنزوديازيبينات والكحول.

يؤثر القرطوم أيضاً بشكل سلبي على نمو الرضيع، عند تناوله أثناء الحمل، قد يولد الطفل بأعراض انسحاب تتطلب العلاج، وتم الإبلاغ عن تعرض رضيع للقرطوم بالرضاعة الطبيعية من أم تتناول القرطوم.

وظهر مؤخراً حالة من ركود صفراوي داخل الكبد لدى المستخدم المزمن للقرطوم، ومن الممكن أن يؤدي إلى تلف الكبد وإصابة الكبد باليرقان.

هل يسبب القرطوم الإدمان؟

المستخدمون العاديون الذين يستهلكون 3 أكواب من شاي القرطوم فأكثر يومياً، لديهم احتمالات أعلى للإصابة بالاعتماد الشديد عليه وأعراض الانسحاب وعدم القدرة على السيطرة على شغف تناوله.

مثل الأدوية الأخرى ذات التأثيرات الشبيهة بالمواد الأفيونية، قد يتسبب القرطوم في الاعتماد، مما يعني أن المستخدمين سيشعرون بأعراض الانسحاب الجسدي.

أعراض الانسحاب

يبدو أن الآثار الضارة الحادة للقرطوم التي يعاني منها العديد من المستخدمين هي نتيجة مباشرة لأنشطة القرطوم المنشطة والمواد الأفيونية، قد تظهر التأثيرات المنشطة في بعض الأفراد على شكل قلق، وتهيج، وزيادة العدوانية. تشمل التأثيرات الشبيهة بالمواد الأفيونية المهدئات والغثيان والإمساك والحكة. مرة أخرى، يبدو أن هذه التأثيرات تعتمد على الجرعة، وتختلف بشكل ملحوظ من فرد إلى آخر.

عند توقف استخدام القرطوم، كانت أعراض الانسحاب مماثلة لتلك التي تظهر من المواد الأفيونية التقليدية وشملت: الهياج، وخلل النطق، والغثيان، وارتفاع ضغط الدم، والأرق، والتثاؤب، وسيلان الأنف، وآلام العضلات، والإسهال، وألم المفاصل.

تشمل أعراض الانسحاب الجسدي الشائعة:

 تشنج العضلات، والألم، وصعوبة النوم، وتدمع العينين، وسيلان الأنف، والشعور بهبات ساخنة، والحمى، وانخفاض الشهية، والإسهال، والعدوانية.

أعراض الانسحاب النفسي التي تم الإبلاغ عنها بشكل شائع هي: الأرق، والتوتر، والغضب، والحزن، والعصبية. كان متوسط ​​كمية المركب النفساني التأثير، ميتراجينين، في جرعة واحدة من مشروب قرطوم 79 مجم، مما يشير إلى متوسط ​​مدخول يومي يبلغ 276.5 مجم.

كيف يتم علاج إدمان القرطوم؟

لا توجد علاجات طبية محددة لإدمان القرطوم، لكن وُجد بعض الأشخاص الذين يسعون للعلاج أن العلاج السلوكي مفيد. وفي تقرير حديث، وصف استخدام شادة ناهض أفيوني (ثنائي هيدرو كودين) وضادة ألفا الأدرينالية (لوفيكسيدين) للسيطرة على  أعراض الانسحاب بنجاح لدى الفرد المدمن على القرطوم.

 

Leave a Comment