ثريا: ثريا: قصة إمرأة يافعة وإساءة استخدام السلطة في ليبيا / الجزء الرابع

 

ثريا- الجزء الرابع

السجينة

 

سافرنا لفترة طويلة. لم يكن لدي أي فكرة عن الوقت ولكن بدا أنه لا نهاية له. كنا قد غادرنا سرت وكنا نمزق الصحراء. كنت أتطلع إلى الأمام مباشرة ، لم  أجرؤ على طرح أي أسئلة. ثم وصلنا إلى منطقة صداده ، نوع من المعسكر. كان هناك العديد من الخيام ، والمزيد من سيارات الدفع الرباعي ، ومقطورة ضخمة ، أو بالأحرى عربة نقل فاخرة للغاية. مبروكة توجهت  نحو العربة ، وأشارت إلي بأن أتبعها ، وفي سيارة أخرى كانت تعود إلى الوراء اعتقدت أنني لاحظت إحدى فتيات المدرسة التي تم اختيارها أيضًا للترحيب بـالقائد  في اليوم السابق.  شعرت بالطمأنينية في تلك اللحظة.

دخلت العربة , ولم أتمكن من الكلام وشعرت بإحساس لا يوصف بالرهبة. أمسكت بي مبروكة، كما لو أنه كان كائنا بأكمله يقاتل ضد هذا الوضع. ويخبرني حدسي بأن  شيء سيء للغاية سوف يحدث.

كان معمر القذافي في الداخل ، جالسًا على كرسي تدليك أحمر ، ممسكًا بجهاز التحكم عن بعد، بدأ كأنه إمبراطورا، خطوت إلى الأمام لتقبيل يده ، والتي مدها نحوي بفتور وهو ينظر بعيدا.  وسأل مبروكة بصوت غاضب: “أين فايزة وسلمى؟”.

أجابت : “انهن قادمات.” كنت مذهولة من هذا المشهد, حتى أنه لم ينظر إلي , ولا حتى لمحة في وجهي، كأنني لم أكن موجود. مرت عدة دقائق. لم أكن أعرف ماذا أفعل بنفسي. وقف أخيرًا وسأل: ” من أين تنحدر عائلتك ؟”

-“من زليتن ”

ظل وجهه بلا تعابير. ” اجعليها مستعدةا!” أمر وغادر الغرفة. أشارت مبروكة لي أن أجلس على مقعد في ركن من أركان

الغرفة التي تم إعدادها لتبدو وكأنها غرفة معيشة. جاءت المرأتان الأخريان  وكان تصرفهما كما لو كانوا أهل المنزل. ابتسمت لي فايزة ، واقتربت مني ، ومسكت يدي بشكل غير ودي وغير رسمي. “لا تقلقي يا ثريا الصغيرة !” قالت  تلك العبارة وهي تضحك، وغادرت  بسرعة. كانت مبروكة تتحدث عبر الهاتف وتعطي تعليمات عن وصول شخص ما ، ربما فتاة أخرى مثلي،  حين سمعتها حين قالت: “أحضرها إلى هنا”.

أغلقت الخط واستدارت نحوي : “تعالي! سنأخذ لك قياساتك لتحصلي على بعض الملابس. ما هو حجم حمالة الصدر الخاصة بك؟” لقد صدمت. “أنا. . . أنا لا أدري، لا أعرف. ماما دائما تشتري لي ملابسي “. بدت منزعجة ونادت على  فتيحة ، امرأة أخرى ، وفي الواقع كان صوتها رجولي, مربوعة, ولها  أكتاف رجل ولكن تمثال نصفي لامرأة.  نظرت إلي من أعلى رأسي وحتى أخمص قدمي,  ثم ربتت على يدي وغمزتني غمزة كبيرة. “إذن هذه هي الجديدة؟ و من أين أتت هذه؟ ” وضعت شريط قياس حول خصري وصدري ، ضغطت على صدري وتحت ذقني. ثم قمن بتدوين ملف القياسات وغادرن العربة. بقيت بمفردي ، ولم أجرؤ على المناداة أو الكلام.  بدأ الليل يرخي سدوله ولم يكن لدي  أية فكرة  كيف أتصرف؟!. يا ترى ماذا تفعل ماما الأن؟ وماذا تعتقد ما جرى لي؟ هل أخبروها بأني سوف اتأخر؟  ماذا سيحدث لي هنا؟ وكيف أعود للمنزل؟!

بعد فترة طويلة من الانتظار ، عادت مبروكة للظهور. شعرت بالارتياح لرؤيتها. أخذتني من ذراعي دون أن تنبس ببنت شفة وقادتني إلى مختبر يقع في الزاوية ، حيث يوجد ممرضة شقراء،  سحبت عينة من دمي. ثم جرتني فتيحة إلى الحمام. وطلبت مني خلع  جميع ملابسي.  نظرت إلى جسدي العار وقالت: “أنت شعورة.  نحن بحاجة للتخلص من كل ذلك الشعر”.  فركت  كريم مزيل الشعر على ذراعي وساقي ,وقامت  بعملية الحلاقة, وأضافت: ” سوف نبقي شعر العانة”.

كنت منزعجًة ومحرجًة ، لكن، حيث كان علي أن أفعل شيئًا ما، قلت لنفسي إنه يجب أن يكون شيئًا للنظافة لأي شخص يجب  عليه الاقتراب من القائد. لفوني بالرداء (الروب),  وعدت إلى غرفة المعيشة.

اقتربت مبروكة وسلمى, والسلاح ما زالت على حزامها, :”سنقوم بإلباسك بشكل مناسب ، ووضع الماكياج ، وبعد ذلك ستكونين  قادرة على النظر إلى بابا معمر “.

-“كل هذا لمجرد تحية بابا معمر؟ ومتى سأذهب لمنزل والدي؟”

-“في وقت لاحق! أولا عليك أن تحيي سيدك “.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Leave a Comment