مفهوم الدولة
يعتقد المؤرخون أن فلاسفة الإغريق القدماء قد شرعوا في صياغة النظريات القائمة على العناصر الأربعة منذ القرن الثامن قبل الميلاد، والعناصر الأربعة هي ” الأرض، والماء، والهواء، والنار”. وهذه العناصر الأربعة تعتبر جوهر الحياة، والعلم، والطب، والدولة، والكون. جميع المخلوقات التي تدبي على هذه الأرض ما هي إلا خليط من هذه العناصر. كل شيء ذو مضمون فيه أرض، وكل شيء متدفق أو له مشاعر فيه ماء، وكل شيء يتعلق بالصوت، أو الفكر، أو الاتصالات فيه هواء، وكل شيء له طاقة فيه نار. ونرى في وقتنا الحاضر ثورة الإتصالات والمعلومات الرقمية تستمد قوتها وتأثيرها من هذه الأركان الأربعة.
ولا يوجد إلا جهات أربعة “شرق، وغرب ، وشمال ، وجنوب”. ترتكز الفسيولوجيا الطبية منذ القدم على نظرية الأخلاط البشرية الأربعة التي تمتزج وتتعرّى داخل الجسم البشري، سواءاَ في حالة الصحة أو في المرض. وهذه الأخلاط، هي :” البلغم، والدم، والسْوداء، والصفراء”، ويقابلها أربعة أعضاء في الجسم، وهي: ” المخ، والقلب، والطحال، والكبد”. كما أن هذه ً الأخلاط الأربعة تتوافق مع العناصر الأربعة التي ذكرناها، وأيضا مع الخصائص الأربعة، وهي:” البارد، والرطب، والحار، واليابس”، ويعتبر توازن الأخلاط شرطا أساسيٍّا للتمتع بصحة جيدة. ونحن عندما نبني بيوتنا، يجب أن تكون هناك أربعة أعمدة، وهي أساس أركان البيت وقلعة الأسرة, لتحتمل الجدران والسقف، وعناصر الطبيعة، وفصولها الأربعة “الربيع، والصيف، والخريف، والشتاء”.
وللدولة أربعة عناصر أساسية، وهي:” الشعب، والأرض، والسلطة، والسيادة”. يشكل عنصرا الشعب والأرض الأساس المادي للدولة، بينما يشكل العنصران الأخيران أساسها السياسي والروحي. يمكن أن تحتوي بعض الدول على العناصر الثلاثة الأولى (الشعب، والأرض، والسلطة) ولكن ليس السيادة. السيادة هي العمود الفقري في الدولة. كيف يمكن فرض السيادة وأنت لا تسود، المحكوم لا يحمكم . ” إما أن تكون أو لا تكون”، كما قال هاملت في مسرحية شكسبير الشهيرة.
ونبدأ بتكوين أول الدولة بعد وفاة نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، تكونت من أربعة أركان من الخلفاء الراشدين: ” أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب” رضي الله عنهم جميعا. كان هناك شعب وأرض وسلطة وسيادة، وكانت الديموقراطية هي الوسيلة في اختيار أمير المؤمنين. بعد ذلك، ومع ظهور الدولة الأموية بزعامة معاوية بن أبي سفيان، بدأ عصر الطغاة والدكتاتورية.
وأخيراَ، يقول أحد المفكرين اليابانيين بأن الشعب العربي سوف يبقى متخلفاَ لوجود خمسة ثوابت غير متغيرة ” اله واحد، ونبي واحد، ودين واحد، ولغة واحدة، وحاكم واحد مطلق”.