كان لسيدنا نوح عليه السلام أربعة أولاد وهم سام وهو أبو العرب، وحام وهو أبو الحبش، ويافث وهو أبو الروم، وكنعان واسمه عند العرب يام، وهو لم يؤمن وكان من المغرقين. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولد لنوح ثلاثة” سام وحام ويافث، فولد لسام العرب والروم وفارس، وكلٌّ فيه خير، وولد لحام القبط والبربر والحبشة، وكلٌّ فيه خير، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والخزر، وكلٌّ لا خير فيه”. يقول المؤرخون إن نوحا دعى على حام بتشويه الوجه وسواده ، وأن يكون ولده عبيدا لولد سام. ويقال بأن مجموع جميع لغات أهل الأرض تبلغ اثنان وسبعون لغة منها سبع وثلاثون في ولد يافث، فذكروا ان ولد يافث من ظهره سبعة وثلاثون لكل واحد منهم لغة يتكلم بها هو ونسله.
وكان في قسم ولد يافث أرمينية وما جاورها ، فمنهم الاشبان والروس والبرجمان والخرز والترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج وفارس ومزنان وأصحاب جزائر البحر والصين والبلغار وأمم لا تحصى.
فأما يأجوج ومأجوج فانه لا يقدر على استقصاء ذكرهم لكثرة عددهم ، وقد زعم ان مقدار ربع الارض مسيرة مائة وعشرين سنة. فذكروا أن تسعين منها ليأجوج ومأجوج واثني عشر للسودان ، وثمانية للروم ، وثلاثة للعرب ، وسبعة لبقية الامم.
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج هل بلغتهم دعوتك؟ فقال «جزت ليلة أسري بي عليهم فدعوتهم فلم يستجيبوا ».